.
النشرة

علماء يستخدمون البكتيريا لقتل الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية

كتب: أحمد حسين

قرر فريق من الباحثين من الكلية الملكية بلندن وجامعة نوتنجهام، أن يحاربون الحديد بالحديد، حيث قرروا استخدام البكتيريا لقتل الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية. السبب في ذلك التحرك لمحاربة الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية، هو  الدراسات القائلة  بأنه من المتوقع أن تقتل هذه الجراثيم ما يقدّر بـ10 مليون إنسان بحلول عام 2050.

البكتيريا التي تحدثوا عنها هي (Bdellovibrio Bacteriovorus)، والمعروفة باسم البكتيريا المفترسة، لأنها تتمكن من استهلاك البكتيريا من نوعها. فقرر الباحثون وضعها في مواجهة جراثيم تُدعى (الشيجلا)، وهي المسؤولة عن إصابة 160 مليون شخص حول العالم بأمراض المعدة (أشهرها الإسهال)، من ضمنهم مليون شخص يموتون كل عام.

لا يوجد علاج لهذه الجراثيم حتى الآن، والمضادات الحيوية لا تؤثر ولا تساعد أيضًا، مما يزيد الأمر سوءًا، فهي خصم قوي، لكن ليست قوية بالنسبة للبكتيريا المفترسة على ما يبدو. عندما عرّض العلماء في المعمل البكتيريا لمستعمرة الجراثيم، استطاعت بالفعل تقليل المستعمرة 4000 مرّة.

وعندما حقنوا يرقات سمكة الحمار الوحشي بالجراثيم، ثم حقنوها بالبكتيريا المفترسة، زادت نسبة بقاء السمكة على الحياة ووصلت إلى حوالي 60%. أما بالنسبة للمجموعة التي لم تُحقن بالبكتيريا فكانت نسبة بقاءها على قيد الحياة حوالي 25% فقط. تكمن قوة تأثير البكتيريا في أنها تأكل الجراثيم من الداخل إلى الخارج، وكلما زاد حجمها استطاعت أكل أعدادًا أكبر قبل أن تخرج من جسد الجرثومة المتوفاه.

حتى الآن، لم يجد الباحثون أي دليل على وجود آثارًا جانبية غير مرغوب بها من حقن اليرقات بالبكتيريا. والشيء نفسه يمكن أن يُطبّق علينا نحن كبشر، لأن البكتيريا المفترسة تتواجد بشكلٍ طبيعي في أجساد البشر الأصحاء. قال ”سيرجي موستوي“، أحد أعضاء الفريق البحثي، أن الدراسة تُظهر حقًا أن البكتيريا المفترسة فريدة من نوعها ومثيرة للاهتمام، وتساعد الجهاز المناعي بطريقة مذهلة.

والسبب الأساسي في نجاح تجربة حقن البكتيريا بداخل سمك الحمار الوحشي، هو أن هذه البكتيريا تعمل بشكل جيد جنبًا إلى جنب مع خلايا الدم البيضاء، دون أن يتعرض الجهاز المناعي لأي خطر. بالطبع البشر ليسوا سمك حمار وحشي والعكس صحيح، لذلك ينتظهر الجميع تجربة مماثلة على البشر، ليحددوا مدى نفع الأمر أو ضرره من الأساس.


المصادر: sciencealert  cell

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى