.
النشرة

علاج مشاكل المخ بحقنه بخلايا عصبية سليمة

كتبت: يارا كمال

طوّر العلماء تقنية جديدة تسمح بحقن المخ بخلايا بشرية سليمة لتحل محل الخلايا المريضة أو المدمرة لدى المصابين بأمراض انتكاسية وإصابات الدماغ.

تتضمن التقنية حقن المخ مباشرةً بدعائم صغيرة للغاية مُحمّلة بخلايا عصبية سليمة. حتى الآن لم تُختبر تلك التقنية سوى على الفئران، وقال الفريق أن هذه الخطوة قد تكون أساس لعلاجات مستقبلية لمرض الشلل الرعّاش ومرض ألزهايمر، ولإصابات المخ والحبل الشوكي، وغيرها من حالات تتعلّق بالمخ.

قال ”برابهاس ڤ. موج“، أحد أعضاء الفريق من جامعة ”روتجرز“ إنه كلما زرعوا المزيد من الخلايا العصبية، كلما وصلوا لمزيد من الفوائد العلاجية للمرض، وإنهم يريدون أن يزرعوا أكبر قدر ممكن من الخلايا في أصغر مساحة ممكنة.

new-neurons_1024

تتضمن التقنية استخراج خلايا جذعية بشرية محفزّة وتحويلها إلى خلايا عصبية لتنمو على دعائم صغيرة للغاية ثلاثية الأبعاد مصنوعة من ألياف بوليمر دقيقة. يصل عرض كل دعامة (سقّالة) إلى حوالي 100 ميكرومتر أي ما يقرب من عرض شعرة.

تحمّل تلك الدعائم بمئات الخلايا السليمة المصنوعة حديثًا، ثم يُحقن بها المخ لتتولى العمليات المختلفة بدلًا من الخلايا العصبية الميتة أو المصابة بخلل. أظهرت التجارب على الفئران أن الخلايا التي تُزرع تتفرّع على الدعائم وتبدأ في إرسال إشارات إلى الشبكات العصبية الموجودة بالفعل.

قال ”موج“ إنه لو استطعنا زراعة خلايا من خلال محاكاة الطريقة التي تتكوّن بها تلك الخلايا في المخ في الأساس، إذًا فسنكون قد أخذنا خطوة أقرب نحو جعل المخ يتواصل مع تلك الخلايا التي زرعناها، وإنه في عملهم هذا أعطوا الخلايا العصبية إشارات لتتصل ببعضها البعض من خلال شبكة بشكل ثلاثي الأبعاد.

ليست تلك أول مرة ينجح فيها العلماء في الوصول إلى علاج باستبدال الخلايا باستخدام الخلايا العصبية المستمدة من الخلايا الجذعية المحفّزة، أكّدت هذه التقنية بالذات أن الخلايا العصبية لا تستطيع أن تنظّم نفسها وتتصل ببعضها البعض وبالخلايا الموجودة سلفًا فقط، بل إن بقاءها حية زاد بنسبة 100 ضعف مقارنةً بالطرق السابقة.

فوفقًا لورقة بحثية نُشِرت في جريدة ”Nature Communications“، وصلت التقنيات السابقة لمعدل بقاء الخلية يصل إلى حوالي 1% فقط.

ولكن لابد من تجربة التقنية على البشر للتأكّد من صلاحيتها بالنسبة لهم، لأن النتائج الإيجابية على الفئران نادرًا ما تترجم لنفس النتائج الإيجابية مع البشر، ولأن مخ البشر أكثر تعقيدًا من مخ الفئران، ولكن قال الباحثون إن هناك إمكانية كافية لجعل هذه التقنية جاهزة للتجارب على البشر.

يتطلب ذلك في البداية تطوير الدعائم نفسها حتى تحمل آلاف أو عشرات الآلاف من الخلايا العصبية، بدلًا من المئات التي يحملنها الآن. ويخطط الفريق إلى البدء في تجربة هذه التقنية على الفئران المصابة بالشلل الرعاش لمعرفة ما إذا كانت تلك التقنية ستحسن الأعراض أو حتى تعالج المرض أم لا.


 المصدر

مصدر الصور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى