هل مضغ الثلج ضار؟!
كتب: أحمد حسين
جرت العادة أن أستمتع بأخر الثلج المتبقي في كوب العصير الذي أشربه أو غيره، فلا أُلقي بالثلج المتبقي أبدًا. لا أعرف إن كان الكثيرون يفعلوا الأمر ذاته أم لا، على كل الأحوال لا أنصحكم بذلك!
هناك مرضًا، يُطلق عليه الأطباء اسم ”الوحم – Pica“، ويعني اشتهاء أكل الطعام الغير صحي (الغير مُغذي) لمدة طويلة، لكن تحديدًا اضطراب أكل الثلج (بمعنى أكله فقط ولمدة تزيد عن شهر) يُطلق عليه ”Pagophagia“، ما يؤدي إلى الإصابة بأمراض مثل فقر الدم أو انخفاض نسبة الحديد في الجسم.
يمكن أن يرتبط أكل الثلج بالاضطرابات العاطفية أو بعض الأمراض النفسية كالاكتئاب أو الوسواس القهري. وهذا إذا أكلت كمية كبيرة من الثلج لمدة طويلة من الوقت. لكن لماذا يحب الناس أكل الثلج؟ ولا أقصد الذي يتبقى في الكوب بعد تناول العصير، أقصد حب أكل الثلج عمومًا.
حتى الآن، لم يتوصل العلماء لسبب ما يمكن ربطه بأكل الثلج، لكن أطباء الأسنان _بشكلٍ عام_ لا يُفضّلون أكلك للثلج. بالرغم من أنك قد لا ترى الضرر بشكلٍ واضح، إلا أنه يتراكم بمرور الزمن.
تتكون الأسنان من عدة طبقات، أعلى طبقتين هم ”المينا – Enamel“ و”العاج – Dentine“. هاتان الطبقتان هما ما يمنعان تفتت الأسنان لصلابتهما، لكن هذا لا يعني أنها ستبقي على صلابتها كما هي طوال العمر. في دراسة نُشرت في الأكاديمية الوطنية للعلوم، وجدوا أن أسنان البشر يمكنها أن تتحمل مِقدار قوة حتى 1000 نيوتن، وأسنان الحيوانات يمكنها تحمل المزيد، لذلك تستطيع بعض الحيوانات، كسر حبّة الجوز، ويفشل البشر في ذلك لأن أسنانهم ستتكسّر.
علاوة على ذلك، فإن درجة حرارة فم الإنسان يجب أن تبقى في حدود 32 درجة مئوية، وأكل الثلج يعني أن تنخفض هذه الحرارة بدرجة كبيرة، مما يعرضها إلى التكسُّر والتفتت بسهولة.
باختصار، أكل الثلج لن يؤلمك، لكنه سيخلّف لك ضررًا بعد مدة يمكنه أن يسبب لك المشاكل. فأكل الثلج يمكنه أن يؤدي إلى ضعف الأسنان، وكسرها، وتشويهها. بالإضافة إلى زيادة حساسية الأسنان وتلفها مما قد يُعرضك لألم قوي طوال الوقت.
المشكلة الأكبر هي، أن المينا لا تتجدد أو تعود كما كانت مرة أخرى، لذلك، تنصح مؤسسة طب الأسنان الأمريكية بعدم أكل الثلج أو مضغه، وإنما من الأفضل، إذا كنت تحبه لهذه الدرجة، أن تتركه يذوب في فمك، فالتعامل مع احتقان الحنجرة سيكون أخف وطأة من التعامل مع ألم الأسنان وكسرها.
المصدر