رائحة الموت قد تنقذ حياة البعض
كتبت: مها طه
عن طريق تحديد جزيئات الرائحة التى تصدر عن تحلل الجثث، فرق الإنقاذ فى مواقع الكوارث قد تكون قادرة على الاستجابة بشكل أسرع.
تبين أن للموت رائحة، وأنّ هذا الرائحة تتكون من جزيئات تتغير بمرور الزمن، كما أوضحت دراسة أسترالية، وقد يساعد هذا الاكتشاف فرق الإنقاذ فى مواقع الكوارث الجماعية فى تحديد أفضل استراتيجية لإنقاذ الضحايا.
وضع مجموعة من علماء جامعة سيدنى للتكنولوجيا ثلاث جثث للخنازير المحلية فى موقع للدراسة الميدانية غرب أستراليا، لتتحلل هذه الجثث بشكل طبيعى، وعلى كل جثة وضعوا غطاء صلب يقوم بامتصاص الهواء المحيط بالجثة، وسحبه لأنبوب لأخذ عينات، ثم قام فريق البحث بتحليل الرائحة كل بضع ساعات لمدة ثلاث أيام باستخدام تقنيات كروماتوجرافى جديدة وعالية الحساسية (أجهزة الكروماتوجرافى هى مجموعة من التقنيات المعملية التى تُستخدم فى فصل المخاليط).
بمقارنة هذا الهواء بالموجود فى المنطقة الخالية من الخنازير، حدد العلماء 105 مركب عضوى يختص بهم الهواء المحيط بالجثث، هذه المركبات تنتمى لفئات كيميائية مختلفة ولكن مركبات النيتروجين والكبريت والإستركانت الأكثر وفرة،.
وجد العلماء أنه بعد 43 ساعة من التحلل تغيرت الرائحة بشكل كبير، وقد وصفوا هذا التغير بأنه تغير من رائحة الحياة لرائحة الموت، معرفة الوقت الذى تتغير فيه هذه الرائحة، قد يساعد فى وضع استراتيجيات إنقاذ ضحايا الكوارث الكبرى، كالزلازل والتسونامى والهجمات الإرهابية.
على الرغم من وجود كاميرات عالية التقنية، ومكبرات صوت إلا أن فرق البحث والإنقاذ مازالت تستخدم الكلاب للتعرف على الجثث، حيث أن الكلاب تتعرف عليها بشكل سريع نظرًا لحاسة الشم القوية لديها كما أنها تغطى منطقة كبيرة فى البحث.
ولكن الكلاب المُستخدمة فى مجال البحث فى كثير من الأحيان يتم تدريبها للكشف عن الضحايا الأحياء والأموات، وعلى أساسها تحدد الكلاب أين تنتشر ومتى، وهذا قد يساعد فى إيجاد الضحايا بشكل أسرع. وحتى الآن يخضع تحليل الرائحة لظروف المكان الذى أُجريت به التجربة، ولكن فريق البحث يحاول بالفعل توسيع التجربة، والقيام بها فى بيئات مختلفة.
وقال ”برو أرمسترونج“ قائد البحث، أن فريق البحث يأمل فى أن تكون النتائج التى توصلوا لها مفيدة، وتساعد فى توفير المعلومات اللازمة لفرق الإنقاذ، لتحديد الاطار الزمنى الأمثل لنشر الكلاب، لضمان إنقاذ الضحايا خصوصًا بعد وقوع الكوارث الجماعية الكبرى.
المصادر