ذكاء جوجل الاصطناعي يتعلم ذاتيًا بشكل مستقل
كتب: أحمد حسين
أعلن مطورو نظام الذكاء الاصطناعي (DeepMind)، والذي تعمل عليه الشركة الأم لجوجل (Alphabet)، أن النظام يمكنه التعلّم ذاتيًا وتطوير نفسه عن طريق البرامج المُخزّنة مُسبقًا بذاكرته.
يجمع هذا النظام الهجين، والذي أطلقوا عليه اسم الكمبيوتر العصبوي التفاضلي (DNC)، بين الشبكات العصبية والبيانات المُخزنة مُسبقًا في بنك للمعلومات والبيانات، وهذا الذكاء الاصطناعي ذكي بما يكفي لانتقاء المعلومات من بنك البيانات وتحليلها والتعلّم منها.
ما يحاول هذا النظام فعله، هو الجمع بدقة بين الذاكرة الخارجية (بنك المعلومات والبيانات الخارجي، والذي يُسجّل عليه كل الصور والأشكال وغيرهم)، وبين الشبكة العصبية الموجودة داخله، حيث يوجد عدد كبير من العقد المتشابكة، والتي تعمل بشكل حيوي لتحاكي إلى حد كبير مخ الإنسان.
كتب الباحثان ”ألكسندر جرافز“ و”جريج واين“ في مدونتهما عن مشاركتهم في مشروع (DeepMind)، الذي وصفاه بالذكاء الشديد، حيث يمكنه التعلّم من الشبكة المماثلة لشبكة الأعصاب لكنه أيضًا قادر على تخزين البيانات المُعقدة كأجهزة الكمبيوتر.
بداخل النظام الذكي، توجد وحدة تحكّم تعمل على تحسن ردود فعل النظام باستمرار، ومقارنة النتائج الصحيحة بالنتائج المطلوبة، ومع مرور الوقت، يستطيع النظام الحصول على نتائج أكثر دقة مما قبلها، ومعرفة كيفية استخدام بنوك المعلومات والبيانات المخزنة في ذاكرته في نفس الوقت.
للتأكد من أن النظام يعمل بشكل جيد، أعطى له الفريق البحثي بيانات لشجرة عائلة، وأعطوه بعض البيانات القليلة عن ارتباطهم ببعضهم البعض، واستطاع النظام الذكي إيجاد الروابط الأخرى بدقة كبيرة دون مساعدة من أحد بالاعتماد فقط على ذاكرته. مثال آخر، أعطى الباحثون للنظام خريطة لمترو الأنفاق في لندن، وتعلّم هو الاتجاهات وأماكن المحطات، وعندما اختبروه علم عدد المحطات التي يجب أن يركبها حتى يصل إلى وجهته، دون مساعدة إضافية.
بعبارة أخرى، يعمل هذا الجهاز مثل العقل البشري، فيجمع البيانات التي خُزّنت في ذاكرته، ويبدأ في تحليلها والتعلّم منها، ثم بعد ذلك يبدأ في اكتشاف المعلومات الجديدة بنفسه، إما أن يُصيب أو يُخطئ، تمامًا مثل البشر. بالطبع يمكن للهواتف الذكية عمل ذلك بسهولة، لكنها تعمل وفق برامج مُبرمجة من قبل بجميع بياناتها ولا تستطيع اكتشاف بيانات ومعلومات جديدة، أما الذكاء الاصطناعي فيمكنه فعل ذلك.
وهذا هو المقصد، أن يكون للذكاء الاصطناعي تفكيره الخاص، والذي يُطوّره عبر ذاكرته ذاتيًا، بمعنى أنه إذا كان لديه المعلومات الكافية عن مترو أنفاق لندن، فيمكن أيضًا تجميع معلومات عن مترو أنفاق نيويورك بسهولة، والعكس صحيح.
صرّح صانعو النظام، أن النظام تفوّق على أبطال أحد الألعاب المشابهه للشطرنج عن طريق دراسة ملايين من خطط وأفكار اللعبة، وتخزينها في الذاكرة الخاصة به ثم تحليل هذه الخطط وإضافة حركات خاصة به. أضاف صانعو النظام أنه يمكنه عمل مهام أكثر تعقيدًا وصعوبة مما يستطيع الإنسان عملها، خصوصًا فيما يخص الخطط والاستراتيجيات.
أخيرًا، قال صانعو النظام ومطوّريه، أنهم تحركوا خطوة أخرى للأمام بهذه الأبحاث والاختبارات لإنتاج كمبيوتر ونظام ذكاء اصطناعي خاص يمكنه التفكير بشكل مستقل وذاتي.
المصادر: