دراسة: المخ هو سبب الربط بين المرض والحزن
كتب: أحمد حسين
اكتشفت دراسة جديدة أن المخ يربط ما بين الحزن والمرض بشكلٍ ما. تتبع باحثون من جامعة فايبورج بألمانيا آثار الفيروس الذي يؤثر على الخلايا في الحُصين(Hippocampus)، وهو الجزء المسئول عن التعلّم والفهم والعاطفة.
فحص الباحثون أعراض أمراضٍ مألوفة مثل الصداع والإرهاق والعدوى الفيروسية مثل الإنفلونزا، والتي ترتبط في بعض الأحيان بالحالات النفسية العاطفية كالاكتئاب. في الوقت الذي استعمل فيه المرضى الذين يخضعون للعلاج مضادات للفيروسات تسمى ”إنترفيرون 1“.
تنبعث مضادات الإنترفيرون 1 بشكل طبيعي من كرات الدم البيضاء كرد فعل على الفيروسات التي تغزو الجسم. تعمل هذه المضادات عن طريق تثبيط _أو تقليل_ تكاثر الفيروس، وتستخدم لعلاج أمراض عديدة مثل السرطان وفيروس الكبد الوبائي سي وأمراض التصلب المتعدد لكن مسئوليتها عن ربط أعراض المرض بأعراض الاكتئاب لم تكن معروفة حتى الآن.
حقن الباحث ”توماس بلانك“ وزملاءه بعض الفئران بفيروس ”التهاب الفم الحويصلي – Cesicular stomatitis virus“، وهو فيروس له أعراض مشابهة لأعراض الانفلونزا لدى البشر. تم قياس مزاج الحيوانات باستخدام اختبار السباحة القسري، والذي يسمى أحيانًا اختبار اليأس السلوكي، والذي يتضمن وضع الفأر في خزان للمياه لا مخرج منه، بعد فترة يتوقف الفأر عن السباحة ويستسلم للطفو.
الفئران في حالة الاكتئاب يتخلون عن السباحة ويستسلمون للطفو أسرع من الفئران في حالتهم الطبيعية. وجد العلماء في هذه التجربة أن الفئران الذين أصابوهم بالفيروسات لم يسبحوا تقريبًا وتوقفوا عن السباحة واستسلموا للطفو في أسرع وقت ممكن، مما يشير إلى أنهم كانوا يشعرون فعلًا بالاكتئاب.
تتبع الباحثون الآليات المؤدية لهذا التغير العاطفي، فوجدوا أن مستويات الإنترفيرون 1 العالية في الدم، والتي انطلقت نتيجة لاستجابة الجهاز المناعي للعدوى الفيروسية تنشط سلسلة أخرى من المستقبلات البروتينية، تبدأ ببروتين يسمى (CXCL 10) والتي توصل إلى بروتين آخر يسمى (CXCR 3)، ويحدث هذا كله بداخل الحُصين.
عندما يمتزج البروتينان ببعضهم يتم تخفيض اللدونة الشبكية (خلايا تصل بين الأعصاب). في تلك الحالة، يفقد الحُصين _وهو المسئول عن التعلم والعاطفة كما ذكرنا_ القدرة على خلق روابط جديدة بين الخلايا العصبية، مما يجعله لا يعمل على نحو فعّال.
قال بلانك أن النتائج تقترح أن منع افراز بروتين الـ(CXCL 10) في مرحلة مبكرة يقضي _على الأقل_ على المراحل الأولى من السلوكيات العاطفية الحزينة للمريض، والتي تظهر مع ظهور الإنترفيرون 1.
- المصادر