دراسة: الذهاب للنوم في أثناء الإحساس بالغضب يزيد من معاناتك

كتب: أحمد حسين

قام الباحث ”يونزاي لو“، بجامعة بكين بالصين، بعمل بحث محوره عبارة ”لا تذهب للنوم وأنت غاضب“ هل هي مجرد عبارة مبتذلة أم عبارة شديدة الأهمية، حيث حاول الوصول إلى الآثار السلبية لفكرة الذهاب للنوم في أثناء الإحساس بالغضب. ووفقًا لنتائج البحث، فإن الجملة تُعتبر من الجمل الحكيمة شديدة الأهمية، إذ أن النوم في أثناء الإحساس بالغضب يعزز من تذكرك للذكريات السيئة، ويجعلها تبقى لفترة أطول في ذاكرتك.

يساعدنا النوم في الأساس على ترسيخ ذكرياتنا، وهو أمر حيوي في كيفية معالجتنا للأحداث وتذكرها وتخزين المعلومات المفيدة التي نريد أن نحتفظ بها. وهذه الدراسة تُظهر أن نفس المبدأ ينطبق على الأفكار السلبية أيضًا، إذا ذهبنا للنوم خلال انشغالنا بهم، فإنهم يرسخون في الذاكرة بشكل أقوى، لذلك يصبح من الصعب نسيانهم على المدى الطويل. واقترح ”لو“ أن نحاول حل الخلافات قبل النوم.

جمع ”لو“ وزملاؤه الباحثون 73 طالبًا متطوعًا من بعض الجامعات الصينية، لاختبار مدى تمكنهم من قمع الذكريات السلبية عمدًا، ومعرفة كيفية تأثير النوم على هذه العملية. عُرِض على المشاركين صورًا مختلفة ومزعجة مثل صور المصابين والجثث المشوهة وبكاء الأطفال، وطُلب منهم أن يناموا ليلة كاملة دون إزعاج، وفي اليوم التالي عُرضت نفس الصور عليهم مرة أخرى، وطُلب منهم محاولة قمع الذكريات السيئة والإحساس المذري بهذه الصور عن طريق استخدام تقنية تُدعى التفكير/عدم التفكير.

تركز هذه التقنية على محاولة تنفيذ أمر التفكير أو عدم التفكير، عندما يطلبون منهم التفكير في الصور، فإنهم يحاولون بالفعل تذكر الصور وربطها بإحساسهم لحظة رؤيتها وإحساسهم في الوقت الحالي، وعندما يطلبون منهم ألا يفكروا في الصور، فإنهم بالفعل يحاولون نسيانها تمامًا وتخطى الإحساس الخاص بها.

في الجلسة التالية _بعد 24 ساعة_ تم اختبار المشاركين في البحث، فوجد الباحثون أنهم لم يستطيعوا نسيان الصور ولا الشعور الذي خلفته في أنفسهم بسهولة، وأن النوم أيضًا ساعدهم في ترسيخ الذاكرة داخل عقولهم واستدعائها عند التفكير بها أو حتى محاولة نسيانها وعدم التفكير بها.

السبب في ذلك أنهم عند رؤيتهم للصور، سجل الحُصين الذاكرة في الجزء المخصص بالذكريات قصيرة المدى، وهي الذكريات التي يمكنك أن تتخلص منها بسهولة. لكن بعد ليلة من النوم، توزعت الذكريات على أكثر من منطقة في المخ، مما يجعلها تدخل ضمن الذكريات طويلة المدى، وبالتالي يجعل محاولة نسيانها أصعب.

لذا اقترح فريق الباحثين أن يحاول البشر نسيان الذكريات السيئة قدر المستطاع، وإذا لم يستطيعوا نسيانها بشكل عام، فالأفضل أن يحاولوا نسيانها مؤقتًا وألا ينامون وهم يفكرون في ذكرياتهم السيئة.

المصادر:  sciencealert nature