.
النشرة

دراسة: البدانة قد تكون معدية كالبكتريا

كتبت: مها طـه

أظهرت دراسة جديدة، قام بها مجموعة من العلماء في المملكة المتحدة، أن البكتريا الموجودة في الأمعاء تؤثر على طريقة الجسم في اكتساب الوزن، كما أنه يمكن لهذه البكتريا أن تكون مُعدية في حالة الإتصال مع شخص يعاني من البدانة لأنه يمكنها الانتقال من شخص لآخر.

ثلث الجراثيم التي تُنتجها البكتريا في أمعاء الإنسان يمكنها البقاء على قيد الحياة في الهواء الطلق، وهذا يعني أن هذه البكتريا يمكنها ببساطة الانتقال من شخص لآخر عن طريق الهواء لكن هذا أيضًا لا يعني أنه بمجرد أن يعطس شخص بدين في وجه شخص آخر، فإنه سيصاب بالسمنة.

أشارت دراسات سابقة لوجود علاقة بين شكل البكتريا الموجودة في الأمعاء ووزن الشخص. ووفقًا للدراسة الجديدة، فإن البكتريا تنتقل من شخص لآخر، وبالتالي فإنها قد تؤدي لتغير البيئة الداخلية في الجسم لمجرد الاحتكاك بالأشخاص القريبين كالأصدقاء وأفراد الأسرة، وللدقة فإن الدراسة لا تجذم بأن هذه الجراثيم يمكنها أن تنتقل فعليًا من شخص لآخر لكنها لديها القدرة لفعل ذلك، وهو ما يستحق الدراسة والتحقق.

وصرح ”تريفور لاولي“، قائد فريق البحث وعضو معهد ”ويلكم تراست سانجر“، لصحيفة ”التليجراف“، أنه يعتقد بأنه  توجد بالطبع  أمراض تنتج عن خلل في البيئة الداخلية للجسم والتي تعيش بها الكائنات الدقيقة، وهذا ما ينطبق على الإصابة بمرض التهاب الأمعاء أو السمنة.

وأضاف أن الأشخاص الذين يعيشون في نفس المنزل يتقاسمون نفس الميكروبات المتعايشة داخل أجسامهم، علمًا بأن العامل الجيني يمثل من 7% لـ13 % من خطر الإصابة بالسمنة، إذًا فبالطبع يوجد أشخاص أكثر عُرضة للإصابة بالسمنة من غيرهم، وبوجود الميكروب نفسه تزيد هذه الاحتمالية.

مازال البحث في مراحله المبكرة ومع ذلك فإن الفرضيات التي وضعها يمكنها أن تكون نواة لأبحاث أخرى في نفس المجال للتأكد من أن الإصابة بالسمنة وانتشارها بين الأسر، قد لا يحمل تفسيرًا وراثيًا، بقدر ما يحمله من تفسير انتقال للبكتريا المُسببة للسمنة، بين الأشخاص الذين يعيشون في نفس الحيز.

وقد تمكن ”لاولي“ وفريقه من إنماء أكثر من 130 نوع من البكتريا المعوية في المعمل، وذلك بغرض دراستها، وآمل الفريق أن تعطيهم هذا الدراسة نتائج يمكن الاستناد عليها للتوصل لعقاقير لعلاج مختلف أنواع أمراض الأمعاء، التي تتسبب فيها الميكروبات التي تسكنها.

كما صرحت ”هيلاري براون“، أحد أعضاء الفريق في بيان صحفي، أنه من خلال تطوير طريقة جديدة لعزل البكتريا المعوية، تمكن الفريق من تحديد التسلسل الجيني لها، وذلك لفهم طبيعتها البيولوجية بشكل أكبر، كما أنهم يستطيعون تخزينها لفترة طويلة، حتى تكون متاحة لاستخدامها في أبحاث أخرى.

يُذكر أن الإصابة بالسمنة قد تكون لها أسباب متعددة، كالاعتماد على الطعام الغير صحي، وعدم ممارسة الرياضة، ولكن حاليًا أضافت الأبحاث الجديدة لهذه الأسباب، العامل الجيني والذي يجعل البعض أكثر عرضة للإصابة بالسمنة، وحاليًا يضيف هذا البحث عنصر آخر إلى المعادلة وهو هذه الكائنات الصغيرة التي تعيش داخل الأمعاء، وقد تتسبب في نقل ”عدوى“ السمنة بين الأشخاص.


المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى