جهاز يساعد العمود الفقري في القضاء على الشلل
كتب: أحمد حسين
طوّر فريقٌ طبي من جامعة رونالد ريجان بالولايات المتحدة الأمريكية جهازًا يُساعد العمود الفقري على تجاوز إصاباته، والقضاء على الشلل عن طريق إجبار الجسم على استخدام مسارات بديلة لنقل الإشارات من المخ إلى المناطق الأخرى من الجسد. أظهر الفريق الطبي في آخر اختبار للجهاز، أنه يستطيع تحسين حركة الأصابع للمصاب بالشلل الرباعي بنسبة 300% خلال تحسينه لقوة القبضة ذاتها، ومساعدته على أداء مهامه اليومية مرةً أخرى.
في يونيو الماضي، استطاع الفريق الطبي إجراء عملية جراحية لزراعة الجهاز داخل جهاز شاب يُدعى براين جوميز يبلغ من العمر 28 عامًا. في أثناء ركوبه لدرّاجته قبل خمس سنوات، أُصيب جوميز وكُسرت عنقه وأحد فقرات منتصف العمود الفقري بالقرب من غضروب الغدة الدرقية، مما أفقده وظائف جميع أطرافه.
قال عضو الفريق الطبي “دانيال لو”، أن جوميز هو المرشح المثالي لهذا العلاج على الرغم من إصابته قبل خمس سنوات، إلا أنه لا يزال قادرًا على إعطاء ردود أفعال جيدة حتى يومنا هذا، فهو لايزال يشعر ويحس بجسده من الرأس حتى أخمص القدمين.
الجهاز عبارة عن سلسلة من 32 قُطب كهربي يمكنهم ارسال نبضات حول المنطقة المصابة، ووفقًا للفريق، هذا يسمح للمخ بارسال رسائل لبقية الجسم عن طريق تجاوز المسارات العصبية. قال دانيال لو أن الحبل الشوكي يحتوي على مسرات بديلة يمكن استخدامها لتجاوز الإصابة، والحصول على الرسائل من المخ إلى الأطراف مباشرًا، عن طريق التحفيز الكهربائي الذي يُجبر الحبر الشوكي على إيجاد مسارات جديدة واستخدامها.
أضاف دانيال لو أن الأمر أشبه بحادث في الطريق، عندما يحدث هذا الحادث وتتوقف الحركة المرورية، تأخذ السيارات مسارات أخرى، من خلال الشوارع الجانبية التي يمكن استخدامها للبُعد عن الشارع الذي يحوي الحادث، وهذا ما يحدث مع العمود الفقري في حالة توصيله بهذا الجهاز.
وإلى جانب زراعة جهاز التخفيز الكهربائي، زرع الفريق حزمة بطاريات يمكن ضبطها في أنماط معينة، لتوفر تحفيزًا كهربائيًا أقوى أو أضعف بحسب ما تتطلبه الحالة، الفكرة الأساسية هُنا أن التحفيز الكهربائي يحدث في المناطق المصابة، مما يسمح للمخ بإيجاد مسارات مختلفة وتجاهل المسارات التي لن تستطيع الرسائل والنبضات المرور بها.
حتى الآن، اختُبر الجهاز على مريض واحد، والفريق الطبي في انتظار المزيد من العمليات والدراسات حتى يتأكدوا من مدى فاعلية الجهاز.
المصادر: sciencealert eurekalert