.
النشرة

دراسة جديدة: جميع البشر لديهم جينات التوحد

كتبت: مها طه

تشير دراسة دولية كبيرة عن الجينات التي تجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة باضطرابات التوحد إلى أن نفس هذه المتغيرات الجينية موجودة أيضًا لدى العدد الأكبر من البشر، حيث تُسهم فى ظهور مجموعة من الصفات السلوكية والتطورية ولكن بشكل أقل من ظهورها على المرضى بالتوحد.

وفقًا للباحثين ليس هناك نقطة جينية فاصلة للتوحد، ولكنها سلسلة متصلة من العوامل الوراثية المعقدة التي يمكن أن تؤثر على سلوكنا. نسبة صغيرة من البشر لديهم متغيرات جينية معينة أكثر من غيرهم ما يعطيهم احتمال أكبر لظهور الصفات الاجتماعية والسلوكية المعترف بيها لمريض التوحد.

صرحت ”إليز روبنسون“، العاملة الوراثية بجامعة هارفرد للجارديان، أن هذه هي الدراسة الأولى التي تُظهر على وجه التحديد أن العوامل الجينية التي لدينا مرتبطة تمامًا بالتوحد، وهي التي ينتج عنها وجود الاختلافات بين البشر في التواصل الاجتماعى، وأضافت أنه ليس هناك نقطة موضوعية واضحة سواء من حيث المخاطر الجينية أو من حيث الصفات السلوكية يمكننا من خلالها القول بشكل قاطع أن هذا الشخص متأثر بالتوحد أو لا، وهو ما يشبه المحاولة للوصول لنقطة جينية محددة تقول أن هذا الشخص طويل القامة أم لا.

اضطرابات التوحد تؤثر على حوالي طفل واحد من كل مئة طفل، وتشمل الأعراض صعوبات التفاعل الاجتماعي وضعف التواصل والسلوك النمطي أو المتكرر، وعلى الرغم من أن 1 من كل 100 فقط يتم تشخيصهم كمرضى بالتوحد، فإن الآثار المترتبة على هذه الدراسة تقول أن هؤلاء الأطفال يمثلون فقط الجزء الواضح من مجموعة كبيرة من الصفات السلوكية والتطورية الموجودة على نطاق واسع.

قال ”مارك دالي“، المدير المشارك لبرنامج معهد برود للطب و علم الوراثة السكانية (MPG)، أن هناك الكثير من الأدلة القوية والغير مباشرة التي تم من خلالها التوصل لهذه النتائج بعد أن تم جمع بيانات أكثر من 38 ألف شخص خضعوا لدراسات عديدة.

وأضاف ”دالي“ أن هذه الأدلة تتواجد بمجرد توفر الإشارات الوراثية القابلة للقياس سواء كانت آثار صغيرة للاختلافات الجينية الموزعة على الجينيوم أو كانت  الإشارات لاختلافات جينية نادرة ذات تأثيرات كبيرة فكلاهما يرتبط بظهور التوحد.فما أثبتته الدراسة هو أن التغيير الجينى المؤدي للتوحد يكمن خطره فى جيناتنا جميعًا، ويؤثر على سلوك كل منّا وتواصله الاجتماعى.

صرح ”كارول بوفي“، مدير مركز الجمعية الوطنية للمصابين بالتوحد، والذى لم يشارك فى البحث للجارديان، أن هذه الدراسة تُشير إلى أن الدراسات التي تُجرى على مرضى التوحد يمكن أن تستفيد من دمجها بالدراسات العامة، وذلك يضيف دليل على أن التوحد يشتمل على العديد من العوامل المعقدة والمتفاعلة بما فى ذلك الجينات الوراثية والبيئة المحيطة وتطور المخ. وأضاف أنه على الرغم من إشارة الدراسة لوجود هذه الصفة الجينية عمومًا في البشر فهذا لا يعني أن الجميع مصابون بالتوحد.

وفقًا للقائمين على الدراسة فإنها تعطى رؤية أفضل لدراسة أسباب الإصابة بالتوحد، وقالت ”روبنسون“ أنه باستخدام البيانات السلوكية والمعرفية لدى عدد كبير من البشر يمكن استجلاء الآليات التي تظهر من خلالها أنواع مختلفة من المخاطر الجينية، وأضافت أنهم الآن يملكون رؤية أفضل لتوقع ما هى أنواع الاضطرابات والصفات التى قد ترتبط بتغير جينى معين.


  المصادر

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى