جل منع الحمل للذكور يثبت فاعلية 100% على القرود

كتبت: مها طــه

حققت تجربة استخدام جل (gel)  لمنع الحمل عن الذكور نجاح بنسبة 100% على القرود. يعمل الجل كبديل عن عملية التعقيم الجراحي بقطع الوعاء الناقل للحيوانات المنوية، حيث أنها تعمل كوسيلة منع حمل طويلة الأجل يمكن الاعتماد عليها في الذكور.

سابقًا تم الاعلان عن نجاح تجربة منتج (Vasalgel) على الأرانب والآن بنجاح التجربة على قرود ريسوس، يأمل الباحثون أن يكون هذا هو الخيار المستقبلي والبديل المحتمل لقطع الوعاء الناقل في ذكور الإنسان، للحصول على طريقة فعّالة لمنع الحمل. نُشرت هذه الدراسة في دورية (Basic and Clinical Andrology) العلمية.

منتج (Vasalgel) عبارة عن جل غير سام وغير هرموني، يتم ضخه في الوعاء الناقل والأنابيب التي تنقل الحيوانات المنوية من الخصيتين إلى القضيب، يملئ الجل التجاويف الداخلية للأنابيب ويعمل كحاجز أمام الحيوانات المنوية، وقد أظهرت التجارب السابقة في الأرانب أن هذا الإجراء يمكن عكس تأثيره بسهولة عن طريق إذابة الجل باستخدام الموجات فوق الصوتية.

صرّحت «كاثرين فاندفورت»، قائد فريق البحث من مركز بحوث كاليفورنيا الوطني للرئيسيات في بيان، أن (Vasalgel) يُعتبر واعدًا للغاية كبديل عن قطع الوعاء الناقل، وهذا لأن التجارب السابقة على الأرانب أثبتت أنه يُمكن عكس تأثيره، على الرغم من أن عملية القطع المعتمدة حاليًا يمكن عكسها أيضًا، إلا أنها عملية صعبة تُمثل تحدي تقني، وفي الكثير من الأحيان يعاني المرضى بعد إجرائها من معدلات خصوبة منخفضة.

اختار الباحثون 16 قرد ريسوسي لإجراء العملية الجراحية عليهم، 10 منهم بالفعل تزاوجوا واستطاعوا الإنجاب، وانتظر الباحثون فترة لمراقبة القرود عن كثب لضمان سلامتها من الناحية الصحية قبل وضعها مرة أخرى داخل المجموعة التي تعيش فيها، والتي اشتملت على إناث بالغة تتمتع بالخصوبة.

تم مراقبة القرود في أثناء موسم التزاوج، لمدة ما يقرب من ستة أشهر، وتأكد الباحثون من عدم حدوث أي حالة حمل في ذلك الوقت، على الرغم من أنه في الظروف الطبيعية، والتي تكون فيها إناث بالغة وتتمتع بالخصوبة، قد تصل نسبة حدوث الحمل إلى حوالي 80%.

حاليًا، هناك خياران لوسائل منع الحمل للذكور، إما الواقي الذكري أو اللجوء لقطع الوعاء الناقل، ومع ذلك، فمازال هناك العديد من الطريق المختلفة التي يجري تجربتها، بما في ذلك محاولات إيقاف الحيوانات المنوية عن العمل، أو إعطاء حقن لإبطاء حركتها والتي أثبتت فاعلية تصل إلى 96%.

لسوء الحظ، ليس هناك تمويل ضخم أو اهتمام فائق بفكرة تطوير وسائل منع الحمل للذكور، حيث ان آثارها الجانبية تتضمن الإصابة بالاكتئاب والمعاناة من حب الشباب وعدم توازن الهرمونات التي ترتفع بشدة، على الرغم من أن هذه الآثار الجانبية نفسها يتم تقبُلها في حالات وسائل منع الحمل للإناث، والقائمة بالأساس على الهرمونات.

(Vasalgel) لا يؤثر على مستويات إنتاج الحيوانات المنوية أو الهرمونات، ولذلك فالآثار الجانبية لن تمثل مشكلة. على عكس عمليات قطع الوعاء الناقل، حيث يتم فيها قطع الأنابيب وربطها، مما يجعل عكس تأثير العملية صعبًا للغاية وإن كان ليس مستحيلًا، فمن الممكن عكس تأثير الجل باستخدام الموجات فوق الصوتية.

الجدير بالذِكر أن مؤسسة (Parsemus)، وهي مؤسسة غير ربحية والتي تقوم بتمويل البحث، تخطط لبدء إجراء المحاكاة على البشر حالما يتم تأمين التمويل اللازم لذلك.

المصادر: eurekalert parsemusfoundation bacandrology