.
النشرة

العلماء يكتشفون مواد قد تعالج السكتة القلبية

كتبت: يارا كمال

حدد العلماء في معاهد ”جلادستون“ مادتين كيماويتين تحسنان قدرتنا على تحويل نسيج الندبات في القلب لنسيج عضلي سليم نابض في القلب. يدفع هذا الاكتشاف الجديد الجهود للوصول إلى علاجات جديدة فعالة للسكتة القلبية نحو الأمام.

تصيب السكتات القلبية 5.7 مليون أمريكي وتكلف الولايات المتحدة الأمريكية 30.7 مليار دولار كل عام وليس لها علاج. عندما تصاب عضلة القلب بتلف ما، لا يستطيع الجسم إصلاح الخلايا المصابة أو الميتة.

يبحث علماء ”جلادستون“ في إعادة برمجة الخلايا، وهو تحويل نوع من الخلايا البالغة إلى نوع آخر، في القلب كطريقة لإعادة توليد الخلايا العضلية أملًا في علاج وشفاء السكتة القلبية.

يحتاج الأمر إلى 3 عوامل نسخ فقط لإعادة برمجة خلايا النسيج الضام إلى خلايا عضلة القلب في فأر. بعد أزمة قلبية، يكوّن النسيج الضام نسيج ندبة في مكان الإصابة مما يساهم في حدوث سكتة قلبية. تعمل ثلاثة عوامل (Gata4) و(Mef2c) و(Tbx5-GMT) معًا على تفعيل جينات القلب في هذه الخلايا ووقف عمل الجينات الباقية، وبالتالي يجددون بفعالية القلب التالف باستخدام خلاياه. ولكن هذه الطريقة ليست مضمونة، ففي العادة، يتحول 10% من الخلايا فقط من نسيج الندبة إلى نسيج عضلي.

في هذه الدراسة الحديثة التي نُشرت في جريدة ”Circulation“، اختبر علماء ”جلادستون“ 5500 مادة كيماوية محاولين تحسين هذه العملية، وحددوا مادتين كيماويتين تزيدان عدد خلايا القلب المولدة بثمانية أضعاف. علاوةً على ذلك، تزيد هاتان المادتان سرعة عملية تحول الخلية، مما يجعلها تتم في أسبوع بدلًا من ستة إلى ثمانية أسابيع.

قال ”ديباك سريفاستافا“، أستاذ في الطب ومدير معهد ”جلادستون“ لمرض القلب والأوعية الدموية وكبير مؤلفي الدراسة، إنه في حين كانت العملية الطبيعية لإعادة برمجة القلب المباشرة واعدة، فإنها قد تكون أكثر فعالية، وأنه من خلال الفحص، اكتشف الفريق أن اثنين من المسارات البيولوجية المثبطة كيميائيًا النشطة في التكوين الجنيني يحسنان سرعة وكمية وجودة خلايا القلب التي تُنتج في العملية الطبيعية.

تمنع المادة الكيماوية الأولى عامل نمو مهم لإصلاح النسيج بعد الإصابة، فهو يساعد الخلايا على النمو والانقسام. أما المادة الثانية، فهي تمنع مسار مهم ينظم نمو القلب. باتحاد المادتين الكيماويتين مع الثلاثة عوامل نمو (GMT)، يستطيع العلماء تجديد عضلة القلب بنجاح وتحسين وظيفة القلب لدى الفئران التي عانت من أزمة قلبية.

استخدم العلماء أيضًا المادتين الكيماويتين في تحسين إعادة برمجة القلب المباشرة في الخلايا البشرية، وهذه عملية أكثر تعقيدًا، فهي تتطلب عوامل إضافية. تسمح المادتين للعلماء بتبسيط العملية مما يدفع بهم خطوة نحو علاجات أفضل للسكتة القلبية.

قال ”تامر محمد“، المؤلف الأول للدراسة وباحث ما بعد الدكتوراه أسبق في ”جلادستون“، إن السكتة القلبية تصيب العديد من البشر حول العالم ومازالنا لا نملك علاج فعال للمرضى اللذين يعانون منها، وبهذه الطريقة المعززة لإعادة برمجة القلب المباشرة، يأمل الفريق البحثي أن يدمجون العلاج الجيني مع العقاقير لعمل علاجات أفضل للمرضى اللذين يعانون من هذا المرض المدمر.

المصدر:   sciencedaily  manchester.ac.uk

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى