تصنيف أنواع شخصيات البشر من خلال اللوغاريتمات!
كتبت: مها طـه
كتير مننا بيحب يعرف عن نفسه من خلال الآخرين، بمعنى تاني هتفرح أوي لما حد يعدد في صفاتك أو يحللك من الناحية النفسية وهكذا، علماء النفس قالوا إن السبب في الميل لمعرفة أنفسنا من خلال الآخرين، هو إننا بنبقى فعلًا محتاجين نتعرف على نفسنا بشكل أكبر.
وبالتالي محتاجين حد يساعدنا ويقولنا عن صورتنا الذهنية عنده، لأن ده بيضفي على الشخص نوع من الثقة بالنفس ، لأنه شخص فيه مميزات بيتكلم عنها الآخرون، ممكن تعرفوا أكتر عن أسباب الميل ده لاختبارت تحليل الشخصية من هنا. تقدر تتكلم عن “روحي” لو سمحت!
أنواع شخصيات البشر وتصنيفاتها
مبدئيًا أنا مؤمنة تمامًا إن كل شخص على سطح الكوكب ده مختلف عن غيره ومتفرد بذاته كمان، ممكن نتشابه في صفات سلوكية أو شكلية لكن لا يُمكن يبقى حد فينا زي اللي جنبه بالمللي، ومن هنا ففكرة التصنيف نفسها فكرة مرنة، مش زي ما إحنا دايمًا بنتكلم عنها بجمود.
ولنفترض إن عندك مجموعة من الأزايز وطلبت من 4 أشخاص تصنيفهم من غير ما تقول أساس التصنيف، هتفاجئ فوجود تصنيفات مختلفة، مثلًا هتلاقي واحد مصنفهم كمجموعتين (أزايز مليانة وأزايز فاضية)، واحد تاني صنفهم كتلات مجموعات (مياه معدنية – مياه غازية – عصير)، في حين إن التالت صنفهم لـ4 مجموعات (أزازير زجاجية – أزايز بلاستيكية – أزايز خزفية – أزايز معدنية) وهكذا.
المثال ده ممكن تطبقه على كل حاجة في الدنيا، فما بالك بشخصيات البشر اللي مليانة بالتعقيدات الاجتماعية والسلوكية.
محاولات تقسيم أنواع شخصيات البشر لأربع مجموعات في حد ذاتها تُعتبر تحدي كبير جدًا، وعشان كدة فريق البحث الأسباني اللي خرج علينا بالنتايج دي لجأ لحسابات لوغاريتمية دقيقة عشان يقدروا يبنوا تصور عن أنواع الشخصيات بناءًا على المواقف الإنسانية والمواقف الاجتماعية، وعلى الرغم من صعوبة البحث والعمليات الحسابية دي، فوجئوا بإن أنواع الشخصيات ممكن تقسيمها لأربع أنواع بس.
البحث الجديد التابع لجامعة تشارلز الثالث في مدريد، قال إن 90% من البشر ممكن تصنيفهم ضمن الأربع أنواع من الشخصيات وهي (الغيور – المتفائل – المتشائم – الواثق)، وكان الأكثر غرابة في النتيجة دي، إنهم لقوا إن الشخصية الغيورة _بمعنى حسودة أو حقودة_ كانت هي الشخصية الأكثر شيوعًا.
الدراسة جمعت 541 شخص ووضعتهم تحت تجربة من خلال سلسلة من الألعاب الاجتماعية الافتراضية عشان توضح كيفية تعاملهم في المواقف الاجتماعية المختلفة، ومن خلال قراراتهم تجاه المواقف بيستجيب باقي الأفراد في اللعبة.
”أنكزو سانشيز“، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، قال إن الدراسة بشكل بسيط قايمة على فكرة معينة وهي لو شخصين مع بعض فهما يقدروا يطاردوا غزالة ويصطادوها، أما لو كل واحد لوحده فممكن يكتفي بمطاردة الأرانب بس، وفي الحالة دي بقى تبدأ تتحدد نوع الشخصية على حسب تصرفها.
فلو الشخص حسود هيكتفي فعلًا بصيد الأرانب عشان يكون زي الشخص التاني أو أحسن منه شوية، الشخص المتفائل هيصطاد الغزالة لأنه ده الخيار الأحسن ليه ولشريكه في نفس الوقت، أما الشخص المتشائم فهيروح على طول على فكرة الأرانب، أهو على الأقل يبقى كسب أي حاجة، أما الشخص الواثق فهيختار إنه يتعاون مع شريكه ويصطادوا الغزالة سوا ويستفيدوا هما الاتنين.
الاستجابات بعد كده تم العمل عليها من خلال لوغاريتمات الكمبيوتر، واللي بدأت بفرز النتائج لمعرفة ما إذا كان هناك نمط ملحوظ في سلوك الشخص، النتائج أشارت إن 30% من الناس كانوا من النوع الغيور أو الحاسد اللي اكتفى بس بالأرانب من باب إنه يبقى أحسن من شريكه وخلاص، والتلات أنواع التانيين كان لكل واحد فيهم 20%، وبكده يبقى المجموع 90%، أما عن الـ10% الباقيين فردود أفعالهم لم تظهر أي نوع من السلوكيات الواضحة.
”جوردي دوتش“، مؤلف الدراسة، قال في بيان إن النوع ده من اللوغاريتمات التصنيفية تم استخدامه بنجاح في مجالات تانية زي علم الأحياء مثلًا، ومع ذلك فإن تطبيقه في مجال دراسة السلوك البشري تُعتبر ثورة في المجال ده. حاليًا وطبقًا للدراسة دي ممكن تعرف شخصيتك أنهي نوع فيهم، لكن كمان إنت ممكن تكون من الـ10% اللي الدراسة مقدرتش تحدد نوعهم.
المصادر: uc3m advances iflscience