تصدير أول شحنة خشب إلى أفريقيا بختم ”صُنِع في سوهاج“
كتب: أحمد حسين
تحتفل محافظة سوهاج اليوم، الثلاثاء 1 مارس، بتصدير أول شحنة من أخشاب مصرية مُصنّعة من مخلفات الزراعة إلى أفريقيا، والتي تم تصنيعها من عمليات تدوير الحطب ومخلفات الذرة الرفيعة (البوص). تبلغ تكلفة مصنع إعادة تصنيع المخلفات الموجود في سوهاج 250 مليون جنية، ويعد هو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط.
يهدف المشروع بالأساس إلى محاولة الاستفادة من المخلفات الزراعية الناتجة من زراعة القطن بحيث يصبح لها قيمة اقتصادية عن طريق تجميعه خلال موسم الجني، وتخزينه ليصبح متاحًا طوال العام لإنتاج ألواح من الخشب المضغوط يمكن تشغيلها لإنتاج المنتجات الخشبية .
قال الدكتور ”أيمن عبد المنعم“، محافظ سوهاج، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن المشروع يعد نموذجًا لتحويل الفكر الإيجابي إلى عمل وإنتاج حقيقيين، بالإضافة لتوفير فرص عمل للشباب، فقد كان مشروع تدوير المخلفات في المحافظة حلمًا لأحد أبنائها تحوّل إلى واقع بإنشائه مصنعٍ في المنطقة الصناعية بالقرب من مدينة طهطا.
لم تكن هذه الشحنة هي الشحنة الأولى التي يتم تصديرها، فقد سبقت شحنة أفريقيا، التي يتم تصديرها اليوم، شحنة إلى الأردن.
قال الدكتور “إبراهيم هاشم“، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للصناعات التحويلية ”إريكو“، والتي تم إنشائها مساهمة بين عدد كبير من أفراد مدينة طهطا ليس بينهم رجل أعمال، أن المصنع التابع للشركة يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط وأفريقيا الذي يحول حطب أو بوص الذرة الرفيعة إلى ألواح خشبية بدلًا من إحراقه وتلويث البيئة، وذلك في عملية تستغرق 40 دقيقة.
وأضاف هاشم أنه شارك بإنتاجه في معرض ”صنع في سوهاج“، والذي أقامته المحافظة لعرض إنتاج كبار وصغار المستثمرين في المحافظة، معربًا عن سعادته بتشجيع المحافظة ودعمها بالإضافة إلى رد فعل جمهور المعرض، والذي شاهد نموذج من الألواح الخشبية التي أنتجها المصنع، وفيديو يوضح مراحل عملية التصنيع منذ دخول الحطب وحتى خروج الألواح في وقت قياسي.
أكدّ الدكتور هاشم أيضًا، أن ألواح الخشب المنتجة جيدة جدًا، وتعتمد على مثل هذا النوع كُبرى شركات صناعة الأثاث الحديث في العالم. تم أيضًا اختبار هذا الخشب، ومطابقته للمواصفات القياسية العالمية، مشيرًا إلى أنه قبل تنفيذ فكرة المشروع توجه إلى بيت خبرة أمريكي متخصص في تدوير المخلفات مستفيدًا من خبرته قبل إنشائه للمصنع.
يمكن استخدام هذا الخشب المُعاد تصنيعه في جميع الأشغال التي نستخدم فيها الخشب العادي، بل إن عملية إعادة التدوير والتصنيع تلك تعطي هذا الخشب بعض المزايا، منها أن الخشب المُعاد تصنيعه يمتلك محتوى رطوبة أقل (حوالي 20%) من محتوى الرطوبة الموجود في الخشب العادي (حوالي 60% أو 70%). كلما قلت هذه الرطوبة، أصبح الخشب أكثر صلابة. ومع التحسينات/التطورات المستمرة للتكنولوجيا، يمكن أن نرى يومًا ما، خشبًا مُعاد تصنيعه أكثر كفاءة من الخشب العادي.
بالطبع هناك الكثير من التحديات التي مازالت تواجه المشروع، لكن بشكلٍ عام، يعتبر هذا إنجازًا بكل المقاييس، خصوصًا وأن ما تم تنفيذه حتى الآن تكلف 60 مليون جنية من الـ 250 مليون جنية وهي التكلفة الأساسية. يعمل بالمصنع الآن 160 عاملًا، وحال انتهاء جميع المراحل ستصل العمالة إلى 300 عامل. ترتفع العمالة خلال موسم جمع الحطب لتشمل أكثر من 3 آلاف عامل، حيث يتم جمع الحطب من المراكز المجاورة لمركز ومدينة طهطا.
كان الإنجاز الأول، في 17 أكتوبر عام 2015، عندما أُنتج أول لوح خشب مصنوع بالكامل من حطب الذرة الرفيعة، وتم طرحه في الأسواق بأسعار منافسة للبديل المستورد، مما أكد قدرة المصنع على تلبية أي كمية من الطلبات وبأسعار تنافسية بمميزات كثيرة أهمها إمكانية الدفع بالعملة المحلية على عكس المستورد والذي تقدر قيمته بالعملة الصعبة.
جدير بالذكر، أنه تم البدء في إجراءات إنشاء هذا المصنع في عام 2011، ومن جانبنا، نتمنى ألا يكون الأخير.
المصادر