الهايبرلوب.. بساط الريح مش محتاج جني
كتبت: مها طه
مين مننا ما اتمناش يبقى عنده مصباح علاء الدين اللي بمجرد ما يدعكه يطلع له الجني اللي هيحقق له حلمه، وياخده معاه على بساط الريح، ويسافر بين البلاد في ظرف دقايق؟! دلوقتي نقدر نقول إن ده بقى حقيقة بعد وجود ”الهايبرلوب“ المعادل العلمي لبساط الريح.
الهايبرلوب: نظام جديد للنقل
الهايبرلوب هو نظام جديد للنقل والمواصلات. يُعتبر نقلة جديدة تمامًا فى عالم النقل، لأنه بيلغي كل تعقيدات السفر من حيث التكلفة أو الوقت اللى بتستغرقه الرحلة، وحتى المتعلق منها بالظروف الجوية. الهايبرلووب بيسافر بسرعة الصوت وده معناه إنه أسرع من أى وسيلة نقل تقليدية مُستخدمة لحد النهاردة، نظام الهايبرلووب بيعمل بالإكتفاء الذاتى، حيث إنه معتمد على نفسه فى توفير الطاقة اللازمة للتشغيل، عن طريق الألواح الشمسية اللى بيتم وضعها على طول الطريق لتوليد كميات زيادة من الطاقة اللى محتاجها الهايبرلووب للتشغيل.(1)
طرح رجل الأعمال ”إيلون ماسك“ الهايبرلوب كمفهوم لنظام نقل عالي السرعة، عن طريق دمج أنابيب مُخفضة الضغط، وجواها بتكون موجودة كبسولات للسفر، ومن خلال الضغط الواقع على الكبسولات بتندفع للأمام داخل الأنابيب، عن طريق محركات حثية خطية وضواغط للهواء. المفهوم ده بقى تبنته شركة أمريكية للأبحاث لتطوير نظام حقيقى للنقل اعتمادًا على الفكرة دى، ومن هنا بدأ الكلام عن إمكانية تطبيق المفهوم ده، وطبعًا الموضوع مر بمراحل كتيرة من التطور لحد ما وصل للشكل اللي موجود دلوقتي.
شغلك في أسوان وساكن في الجيزة!
طبعًا مع فكرة إنك تسافر داخل كبسولة بتمشي فى مسار معين بداخل أنبوبة تحميها من ظروف الطقس المتغيرة، وبتحميها حتى من الزلازل لأنها بتستخدم برج أسلاك زى أبراج الضغط العالي كده، أول حاجة ممكن تخطر على بالنا هى إن أكيد تكلفة الهايبرلوب ده عالية جدًا، لكن الحقيقة إنه لأ بالعكس الهايبرلووب تكاليف بناءها أرخص بكتير من أى مشاريع سكك حديدية موجودة دلوقتى أو حتى مقترح عملها، الهايبرلوب بيستخدم البنية التحتية الموجودة أصلًا بسبب اعتماده على أبراج الضغط العالي، وبالتالى بيقلل من مساحة الأرض المُستخدمة، وبيقلل من تكاليف المشروع.(2)
تكلفة السفر من خلال الهايبرلووب معقولة جدًا، وده طبعًا لأن التكلفة القليلة للبناء بتنعكس بشكل رئيسى على أسعار التذاكر. يعني تخيل إنك تقدر تستخدم الهايبرلووب فى السفر من مكان للتانى بسرعة فائقة وكمان أسعار تذاكر معقولة، فمثلًا ممكن تبقى عايش فى الجيزة وبتشتغل فى أسوان عادي! يعني الهايبرلوب لو اتطبق في دولة زي مصر مش هيكون وسيلة نقل مريحة وسريعة وموفرة بس، لأ ده ممكن يحل أزمة تكدس السكان بالملايين في حيز القاهرة اللي بيهاجر لها الشباب من كل المحافظات الأخرى، ولا عزاء للمركزية في الموضوع. ده طبعًا بالإضافة للفوايد الاقتصادية العظيمة له.
كمان الهايبرلووب هيسهل جدًا من حركة المرور فى الوقت اللى فيه الطرق السريعة معظمها زحمة طول الوقت، وأسعار البنزين كل يوم فى الطالع، وده كله بيأثر علينا في الانتقالات في حياتنا اليومية، طبعًا الطيران بيقدر يتغلب على العقبات دي لكن بالإضافة لتكلفته العالية، هو حل غير فعّال لو بنتكلم على وسيلة نقل يومية لأملايين من الناس.(3)
الهايبرلوب حقيقة أم طموحات وأماني؟!
الهايبرلوب أصبح حقيقة وبدأ تصميمه و تنفيذه بالفعل عن طريق شركة ”هايبرلوب“ اللي نفذت المشروع بآلات حديثة ومتطورة جدًا، عشان يقدروا ينجحوا فى النقلة المستقبلية اللى كتير من الناس بيحلموا بيها، وقالوا إنهم نجحوا فى تطوير اختبارات لقدرات المشروع فريدة من نوعها، سواء كانت على مستوى أنفاق الرياح أو منصات الأرتفاع المستخدمة فيها أو حتى اختبارات الكهرومغناطيسية فيها.
الفريق اللى قام ببناء المشروع هو فريق هندسى على مستوى عالمي، وعملية التنفيذ تمت فى وقت قياسى، المكان اللى تم فيه تنفيذ المشروع موجود فى وسط مدينة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، فى إطار مساحة تقدر بـ55 ألف قدم مربع، وتم بناء الأجهزة الأكبر واختبارها فى مساحة 2.5 فدان.(4)
فى أواخر شهر يناير اتعملت مسابقة لاختيار تصميم لتنفيذ الهايبرلوب، المسابقة اتعملت فى جامعة تكساس، وتم اختيار 23 فريق للتصميم من أصل 120 فريق قدموا تصاميم للمسابقة معظمهم طلبة فى ثانوى أو جامعة، واللى فاز بالمركز الأول هو فريق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، وفاز بجائزة أفضل تصميم عام، الفرق التانية اللى فازت هى فرق جامعة دلفت، جامعة ويسكونسن ماديسون، جامعة فيرجينيا للتكنولوجيا، جامعة كاليفورنيا.(5)
الهايبرلووب اللى قام بتصميمه (MIT) طوله حوالى 2.5 متر، وبتُستخدم فيه صفوف مغناطيسية دائمة لإنتاج ارتفاع كهروديناميكى، و ستُتاح لهم الفرصة لبناء واختبار تصميمهم ده على مسار اختبار طوله ميل فى مقر ”سبيس إكس“، هي مؤسسة أمريكية لتكنولوجيا الفضاء، فى وقت لاحق السنة دي. سرعة الهايبرلووب ده هتقدر بحوالى 804.67 كيلومتر فى الساعة، ومن المتوقع إن سرعته توصل لـ110 متر فى الثانية، والفريق بيتوقع إنهم ينتهوا من بناء النموذج الأولي على منتصف شهر مايو.(6)
المصادر
