.
ليه وإزاي؟

العقل السليم في المصيف السليم

كتبت : مها طـه

بما إننا داخلين على صيف وحر وتلزيق وفرهدة، فالحل الوحيد عشان نحاول نقلل من إحساسنا بالحر ده، هو إننا نطلع على مرسى مطروح أو إسكندرية، ولو الواحد عنده القدرة، يا سلام يسافر جزر المالديف مثلًا، أكيد يعني كل واحد فينا عنده تفضيلاته للمكان اللي يحب يقضي فيه أجازة الصيف، دي من الحاجات القليلة اللي متأكدين منها في الدنيا دي إننا بنحب البحر، وزي ما قال عبد الحليم ”في البحر الأبيض وفي هداوة موجه الأزرق، تعبنا يهرب مننا وهمومنا تغرق“.

يا ترى ليه عمومًا بنرتاح لما بنروح المصيف أو البحر؟

في بحث جديد، قام بيه مجموعة من الباحثين من جامعتي ”كانتربري“ في نيوزيلندا، وجامعة ”ميتشيجان“، قالوا فيه إن العيشة قريب من البحر أو المحيط بتحسن من الصحة العقلية، وده اللي بيفسر إحساس معظمنا بالراحة والهدوء بالقرب من البحر.

الباحثين عملوا مقارنة ما بين المناطق الخضراء، زي الغابات والحدائق وغيرها، وما بين المناطق الزرقاء، زي البحار والمحيطات، وده عن طريق مقارنة تأثيرهم على الأشخاص اللي بيشوفوا المناظر الطبيعية دي، وقياس مستوى التوتر والقلق والاضطرابات المزاجية عندهم.

وبعد دراسة النتايج، وبعد ما خدوا في الاعتبار عوامل تانية زي الدخل والعمر والجنس، لقوا إن في علاقة وثيقة بين الناس اللي بيعيشوا في مناطق ساحلية وتحسن صجتهم العقلية، وزيادة الطاقة الايجابية عندهم بشكل كبير، وده السبب إننا لما بنروح لأي مكان ساحلي بنحس إن أهلها مختلفين عننا كقاهريين، بنعيش جوا العاصمة المقفولة الزحمة.

لو كنت فاكر إن التأثير ده له علاقة بالخروج بشكل عام وتغيير الجو، فخليني أقولك إن الباحثين بيقولوا إن ده مش حقيقي لإنهم في البحث قارنوا فعليًا بين البحر والغابة، ولقوا إن الغابة والشجر والورد حتى، مش هيكون لهم نفس التأثير على العقل وصحته.

وده اللي شرحه الباحث المشارك ”أمبير بيرسون“ في بيان، قال فيه إن تفسير ده قد يكون إن البحر والمساحات الزرقاء دي، كلها طبيعية مفيش أي تدخل للإنسان في صنعها لكن المساحات الخضراء، بيكون على الأقل في جزء منها البشر هما اللي عملوه، سواء عن طريق التنسيق أو الزراعة زي ملاعب الجولف والملاعب الرياضية، وعشان كده ممكن تكون الغابات الطبيعية تمامًا هي الوحيدة في المساحات الخضراء اللي بتختلف شوية في التأثير.

الباحثين بيحاولوا حاليًا يفهموا الموضوع ده بشكل أكبر، عن طريق إجراء دراسات مماثلة في مناطق تانية من العالم، فيها مساحات مائية كبيرة، بحار ومحيطات وغيرها، عشان يحاولوا يفهموا أكتر العلاقة بين البحر والصحة العقلية للإنسان.

يعني نصيحة مني، استغلوا الصيف وحاولوا تهربوا من زحام القاهرة وتروّحوا عن نفسكم شوية، واستمتعوا بالبحر والهواء والرمل، وصفوا ذهنكم، ده مفيد جدًا في الحقيقة، ولازم أعترف إني كقاهرية بحقد تمامًا على كل سكان المدن الساحلية اللي قادرين يتمتعوا في وسط كل الجو الخانق والحر، بنسمة حلوة، وعقل سليم، وطاقة إيجابية، مصدرها البحر وجماله، خمسة عليهم طبعا 😀


المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى