.
النشرة

تنمية أول عضلة قلب من نوعها باستخدام الخلايا الجذعية

كتبت : مها طه

حقق مجموعة من العلماء فى الولايات المتحدة تقدم كبير في تنمية قلوب بشرية بالهندسة البيولوجية (باستخدام الخلايا الجذعية) فى المعمل، عن طريق تجديد عضلة قلب بشري وظيفية، وفي هذه الحالة مازالت العملية تتطلب استخدام قلب من متبرع لكي ينسجم مع خلايا المُستقبِل.

تعتمد هذه التقنية على تجريد قلب المتبرع الأصلى من خلاياه، واستبدالها بأنسجة قلبية جديدة، والتى نمت من الخلايا الجذعية للمُتلقي، وبذلك يتم تجريد القلب من الخلايا التي قد تحفز الاستجابة المناعية فى جسم المُستقبل، وتستبدل عضلة القلب التالفة بعضلة جديدة من نفس خلايا هذا الشخص.

قال الباحث ”جاك جويته“ من مستشفى ماساتشوستس العام للطب التجديدى (CRM)، أن إعادة إنشاء قلب كامل يُعتبر هدف على المدى الطويل، ومازالنا على بُعد سنوات من تحقيق هذا، لذلك يعمل العلماء حاليًا على الهندسة الحيوية، لإنتاج رقعة قلبية وظيفية فى النسيج القلبي لإصلاح التضرر الواقع على القلب، كنتيجة للأزمات القلبية والفشل القلبى.

تم توثيق هذه الدراسة فى أبحاث الدورة الدموية، وقد أشرف على هذه الدراسة ”هارالد أوت“ الجراح بـ(CRM)، والذى طوّر الطريقة المُستخدمة لتجريد القلب من خلاياه على الفئران عن طريق استخدام محلول للتنظيف، قبل إعادة زرع الخلايا المُقرر تنميتها. تم تصغير هذه العملية متعددة المراحل حتى يتم إجرائها على البشر للمرة الأولى.

أضاف ”جوتيه“ أن توليد أنسجة قلبية وظيفية انطوى على العديد من التحديات بما فيها توفير سقالة هيكلية قادرة على دعم وظائف القلب، وتوفير إمدادات من خلايا القلب المتخصصة، وبيئة داعمة للخلايا حتى تنتشر على السقالة لتتكون منها أنسجة ناضجة قادرة على أداء وظائف القلب المعقدة.

اعتمدت هذه الدراسة على 73 قلب بشري وُهبت للأبحاث العلمية، حيث قام الباحثون بتحفيز الخلايا الجذعية على التمايز إلى نحو 500 مليون خلية عضلية قلبية، ثم إعادة زرعهم فى أنسجة القلوب التي تم تجريدها من خلاياها، وبعد عدة أيام من الزراعة نمت لتكوّن أنسجة قادرة على الانقباض بشكل لا إرادى_كما يحدث فى عضلة القلب السليمة_، وهو ما اعتبره الباحثون كأول تخليق لعضلة قلب بشرية من خلايا جذعية.
110957_web2

تم وضع هذه الأنسجة النابضة فى مفاعلات حيوية _كالموضحة بالصورة_ حتى يتم إمداد هذه الأنسجة بالمحاليل المغذية، وتوفير البيئة الحيوية المماثلة للموجودة داخل القلب الحى، وأضاف ”جوتيه“ أنهم يسعون فى الفترة القادمة لتحسين أساليب لتوليد خلايا قلبية أكثر عن طريق تحسين أساليب الزراعة، وتطوير المفاعلات الحيوية لتحسين عملية نضج الأنسجة المولدة وقيامها بوظائفها طامحين لتطبيق هذه العلمية على قلب كامل ولكن مازال الطريق طويلًا قبل الوصول لذلك. جدير بالذكر أن هذه السقالات الهيكلية النانوية المُستخدمة فى هذه التجربة توصل إليها دكتور مجدى يعقوب وفريقه فى الكلية الملكية فى لندن، وعلى أساسها تم تنفيذ التجارب.

المصادر:

http://circres.ahajournals.org/content/118/1/56

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى