”الحجامة“ بين السنّة والعلاج!
كتبت: مها طه
بين وقت والتاني بنسمع عن ”الحجامة“ كوسيلة للعلاج على السنّة النبوية بكيفية أقرب للعلاج بالكاسات. لحد هنا والكلام عادي، اللي مش عادي إنه بدأ التسويق للحجامة على إنها علاج لأمراض كتير؛ زي التهاب المفاصل، والدوالي الحساسية، والربو، فهل فعلًا الحجامة ليها كل الأثر ده في علاج الأمراض المختلفة دي ولا الموضوع مش أكتر من كونه ترويج لعلاج وهمي باستخدام قناع ديني؟
الحجامة .. حقائق تاريخية وطبية
لما نبحث عن لفظ الحجامة فى الطب هتلاقيه تحت مصطلح ”Cupping therapy“ أو العلاج بالكاسات، ودي طريقة قديمة جدًا فى العلاج، وبتندرج تحت بند الطب البديل. العلاج بيكون عن طريق وضع الكاس على الجلد فيقوم بعملية شفط للجلد، والكاسات دى بتكون مصنوعة من مواد مختلفة زى الزجاج، البامبو، الخزف. المؤيدين لطريقة العلاج بالكاسات بيعتقدوا إن عملية الشفط عن طريق الكاسات ليها القدرة على تحريك الدورة الدموية، وبالتالي بتساعد فى شفاء أمراض كتير.
تاريخ العلاج بالكاسات بيرجع للحضارة المصرية القديمة والحضارة الصينية وحضارات الشرق الأوسط. العلاج بالكاسات تم ذكره فى واحد من أقدم كتب الطب فى العالم ”بردية إبيرس“، واللى وصفت استخدام المصريين القدماء للعلاج بالكاسات سنة 1550 قبل الميلاد. وده معناه إن العلاج بالكاسات أو الحجامة ظهرت قبل زمن الرسول (عليه الصلاة والسلام) بكتير أوي.
اعرف أكتر| أشهر 10 نظريات علمية ثبت خطأها!
بشكل عام الجمعيات الطبية الغربية بيشككوا فى صحة الادعاءات اللى بتتقال عن العلاج بالكاسات، حيث إن مفيش أدلة علمية متوفرة بتثبت إن استخدامها ممكن يُعتبر كعلاج للسرطان أو أى مرض تاني، ومعظم التقارير اللى بتتكلم عنها هى قصص فى الأساس أكتر من كونها تقارير عن كيفية علاج حقيقية مبنية على أبحاث أو دراسات.
لكن فى 2012، اتنشرت دراسة فى مجلة ”بلوس وان“ بتقول إن العلاج بالكاسات تأثيره فى العلاج أكبر من تأثير العلاج بالإيحاء. ومجموعة من الباحثين الصينين والأستراليين استعرضوا 135 دراسة اتعملت عن العلاج بالحجامة، ونُشرت فى الفترة بين 1992 و2010، والخلاصة كانت إنها ممكن تُعتبر علاج فعّال إذا تم استخدامها مع علاجات تانية زى الإبر والأدوية فى علاج أمراض مختلفة زى حب الشباب، شلل الوجه، سرطان عنق الرحم، وبالرغم من ده فكتير من الباحثين بيشوفوا إن الدراسات دى تحيزت للعلاج بالكاسات، وبالتالى حسم القضية دي محتاج أبحاث كتيرة عشان نوصل لنتايج قوية وواضحة.
أنواع العلاج بالكاسات
أما عن أنواع العلاج بالكاسات فهي الكاسات الجافة (شفط فقط)، والكاسات الرطبة (مزيج من الشفط مع خروج دم). الحجامة بقى تمثل النوع التاني اللي هو الكاسات الرطبة. وفى النوعين بيتم وضع مادة قابلة للاشتعال زى الكحول والأعشاب أو حتى ورق جوا الكاس ويتم وضعه على النار، وبمجرد ما تنطفئ النار بيتم وضع الكاس على جلد المريض، والهواء الموجود داخل الكاس بيبدأ يبرد ويكون فراغ، وده بيتسبب فى ارتفاع الجلد واحمراره بالإضافة لتوسع الأوعية الدموية، الكاس عمومًا بيتم تركه على الجلد من 5 لـ10 دقائق.
حاليًا بيتم استخدام نسخة جديدة شوية من الكاسات دي، بتُستخدم فيها مضخة مطاطية عشان تخلق الفراغ ده داخل الكاس، وفى بعض الأحيان بتُستخدم كاسات من السيليكون اللي بتكون مرنة، وبالتالي نقلها من مكان لمكان بيكون أسهل وبيكون تأثيرها شبه المساج.
الحجامة الرطبة بتختلف لأنها بيتم فيها شفط خفيف باستخدام الكاس اللى بيفضل فى المكان لمدة 3 دقائق، والشخص المعالج بيشيل الكاس ويستخدم مشرط صغير ويعمل جرح سطحي فى الجلد، وبعدها يرجع الكاس تاني فيقوم بشفط جزء صغير من الدم، بعد العملية دي بيتم تغطية المكان بمرهم مضاد حيوى وبلاستر طبى عشان يمنع حدوث أي عدوى، وبيرجع الجلد لشكله الطبيعى فى خلال 10 أيام، وبيعتقد أنصار فكرة الحجامة الرطبة إنها بتزيل المواد الضارة والسموم من الجسم، وبالتالى بتساعد فى العلاج.
فوايد الحجامة أو العلاج بالكاسات
وفقًا لـ ”الجمعية البريطانية للعلاج بالكاسات“، الطريقة دي من العلاج بتُستخدم في حالات كتير، منها:
- أمراض الدم زى الأنيميا والهيموفيليا (نزف الدم).
- أمراض الروماتيزم زى التهاب المفاصل وآلام العضلات الليفية.
- اضطرابات الخصوبة وأمراض النساء.
- الأمراض الجلدية زى الأكزيما وحب الشباب.
- ارتفاع ضغط الدم.
- القلق والاكتئاب.
- احتقان الشعب الهوائية الناتج عن الإصابة بالحساسية والربو.
- الدوالي.
- تقليل الألم والالتهاب فى جميع أجزاء الجسم.
- الاسترخاء الذهني والبدني.
الآثار الجانبية الناتجة عن العلاج بالحجامة
الحجامة بتكون آمنة نسبيًا خصوصًا لما بيقوم بيها أشخاص متخصصين ومُدربين فى المجال الصحي، أما عن الآثار الجانبية المحتملة، فبتكون عدم ارتياح خفيف كنتيجة للجروح، كدمات، حروق، انتقال عدوى للجلد، وطبقًا للجمعية البريطانية للعلاج بالكاسات فيه مجموعات معينة من الأشخاص لازم يتجنبوا العلاج بالطريقة دى، وهم:
- النساء فى فترة الحمل أو الحيض.
- مرضى السرطان المتنقل (سرطان انتقل من مكان لآخر).
- الأشخاص اللى بيعانوا من كسور فى العظام أو تشنج فى العضلات.
الجمعية كمان أضافت إنه العلاج بالحجامة مينفعش يتعمل على مكان فيه جلطة أو قرحة أو شريان. وطبقًا للجمعية الأمريكية للسرطان فالمشكلة الوحيدة المرتبطة بالطريقة دي من العلاج، هى إن المرضى ممكن يتخلوا عن العلاج التقليدى للسرطان، ويكتفوا فقط بالعلاج بالكاسات أو الحجامة، وطبعًا التوقف عن العلاج أو حتى تأخيره فى حالات السرطان ممكن يؤدى لعواقب خطيرة. فالعلاج بالحجامة زى كل أنواع الطب البديل محتاج لدراسات كتيرة وموسعة عشان تثبت فوائد العلاج بيها أو حتى أضرارها.
وفى الأخر لازم نقول إنه فى رأيى لو إنت كشخص حابب تعمل الحجامة كنوع من أنواع إتباع السنه النبوية فإنت حر، وفى نفس الوقت لازم تنتبه لإنها كانت فى وقت الرسول فعلًا أحد الوسائل الهامة جدًا والمتاح استخدامها فى الزمان ده، لإن ماكنش فيه طب حديث أو التطور العلمى زى دلوقتي.
كمان أهم حاجة إنك تنتبه لإن الشخص اللى هايقوم بعمل الحجامة هو شخص مُدرب ومتخصص فى المجال الطبي، وإن الأدوات المُستخدمة فى عمل الحجامة نظيفة ومُعقمة، حاليًا أصلا بقى متاح إنك تشتري الحاجمة الخاصة بيك، وده أفضل وأسلم طبعًا منعًا لانتقال اي عدوى أو مرض من غيرك ليك والعكس.
المصادر: webmd healincupping britishcuppingsociety
