الحب في البراري
كتبت: يارا كمال
مش البشر بس اللي لما بيحبوا، بيسمعوا عمرو دياب أو الست أم كلثوم وهما بيتمشوا على الكورنيش، ويجيبوا لبعض عقد ياسمين ويشربوا حلابسة في الشتا تدفيهم وكده. الحيوانات كمان رومانسيين خالص، مع إن التزاوج عملية بيولوجية بحتة، على عكس البشر اللي الحب بالنسبة لهم بيجمع ما بين إنه عملية بيولوجية لبقاء النوع، وإنه كمان علاقة إنسانية راقية جدًا بالإضافة لحوارات القايمة والنيش والمهر وخلافه اللي الحمد لله مابتحصلش للحيوانات وإلا كان التوازن البيئي اختل.
مش عارفة ليه الموضوع ده بيفكرني في كرتون (Lion King) بغنوة ”يلا نعيش الليلة في الحب“ لما نالا وسيمبا شافوا بعض تاني، وكان تيمون وبومبا غيرانين على صاحبهم من نالا. الرومانسية دي بتكون غريبة كمان مع آكلات اللحوم.
ده حب على فكرة..
يعني مثلًا ذكر القط بيبتدي يغني بصوت عالي ويعمل دوشة عشان يجذب الأنثى ليه. الغزل ما بين الذكر والأنثى بيبان كإنه خناقة، يعني الأنثى تلاقيها بتبخ أو بيقولوا عليها بتنفُر في وش الذكر قبل التزاوج.
هنرقص سلو على إيه؟
التعالب فعلًا رومانسية خالص وتشبه البشر. ممكن زوج التعالب يقفوا على رجليهم الخلفية وكل واحد يحط رجليه الأمامية على كتف التاني كإنهم بيرقصوا. كمان التعالب بتبوس بعضها، بتفتح بؤها زي ما يكون كل واحد هيعض فك التاني.
التعالب بتلعب مع بعض بإن الذكر يحط مؤخرة جسمه وديله على كتف الأنثى، وبالتالي ريحة الذكر بتنتقل لفراء الأنثى وده بيثيرها. الثعالب الأوروبية الحمراء بيتعرّفوا على بعض عن طريق اللعب والجري، وأكتر لعبة بيحبوها إن واحد فيهم يقف عند ساق شجرة مثلًا والتاني يجري حواليه ويحاول يزقه. حاسة بجو أفلام السبعينات أوي، وأسطورة أحمد ومنى التي لا تنتهي :! D
نطة الإنجليز!
ممكن تكون متوعاش على اللعبة دي، بس لو سألت حد كبير في العيلة هتلاقيهم كانوا بيلعبوها زمان. هي عبارة عن إن حد بيوطّي والتاني بيسند على ضهره وينط من فوقيه. أهو حيوان البادجر بيعمل كدة من باب الغزل.
حبهم قد جسمهم
من الصعب إن الواحد يتخيّل إن الحيتان تكون كائنات رومانسية، ومابتقومش بعملية التكاثر دي من غير شوية استلطاف. يعني مثلًا فيه نوع من الحيتان اسمه (Southern Right Whale) موجودة عند شبه جزيرة فالديس في الأرجنتين. في النوع ده الذكر والأنثى، بيلمسوا زعانف بشكل مستمر، ويداعبوا بعض بيهم ببطء، ويلفوا حوالين بعض، وزي ما يكونوا بيحضنوا بعض. وبعدين يفضلوا يعوموا جنب بعض ويطلعوا على السطح ويغوصوا في انسجام.
”أنا قررت يا مرسي إنت تحمل مرة وأنا مرة“
الزوج الرومانسي بجد اللي يلاقي مراته تعبت من الطبيخ، يخش يغسل لها المواعين. إيش حال بقى لما يبقى الزوج طيّب وحنيّن لدرجة إنه هو اللي يحمل أو يرقد على البيض؟
عندك طائر زي طائر الكيوي، البيضة بتاعته كبيرة جدًا بالنسبة لجسمه، يعني فيه نوع منه اسمه (Great Spotted Kiwi)، البيضة فيه بتاخد مساحة 20 – 25% من حيّز الجسم، لدرجة إن الأنثى لما بتنتج البيضة، بتقعد صايمة كام يوم لحد ما تبيضها. يقوم الذكر الجميل هو اللي يرقد على البيضة فترة الحضانة لمدة 75 – 85 يوم، وما بسيبهاش إلا بليل عشان يصطاد.
https://www.youtube.com/watch?v=hgJc-r5cDpA
اللي حرفيًا بقى بيفكرني بمحمد صبحي وهو بيقول في مسرحية ”تخاريف“ لما كان عامل ست: ”أنا قررت يا مرسي أنا أحمل مرة وأنت مرة“، هو فرس البحر. أيوة فرس البحر الذكر بياخد البويضات من الأنثى، ويلقحها بمعرفته جوه كيس لحضانة البيض شبه كيس الكانجارو (مع اختلاف الكائنين).
الأنثى والذكر بيفضلوا يتغازلوا بطريقة شبه الرقص كدة، وده بيساعد الذكر ياخد البويضات من الأنثى. وكمان بيشدوا بعض من ديولهم، ويعوموا حوالين بعض. أثناء الرقص، الذكر بيضخ ميه في كيس الحضانة ده عشان يوري الأنثى إن مفيهوش بويضات، وإنها تقدر تحط فيه بويضاتها.
لو البويضات عند الأنثى ناضجة بتدخّل في الكيس ده أنبوبة بتنقل من خلالها البويضات ليه. في الوقت ده، الذكر بيطلق الحيوانات المنوية بتاعته حوالين البيضة عشان يلقّحها. في الوقت ده الذكر يحصل له نفس اللي بيحصل للإناث أثناء الحمل، يعني بيمد البويضات بمادة البرولاكتين، ودي شبيهة بالهرمون اللي بينتج اللبن في الثدييات الحوامل، وكمان بالأوكسجين. لما البيض بيفقس جوه الكيس، فالذكر بيزوّد نسبة الملوحة في الكيس عشن يعوّد البيض على حياة البحر. فترة الحمل بتستمر من 40 – 50 يوم حسب كل نوع وحسب ظروف الميه.
الذكر بيولد الصغار دول اللي طلعوا من البيض اللي جوا الكيس من خلال تقلصات عضلية. بس برضه قلب الأب مش زي قلب الأم. للأسف الذكر بعد ما يولد الصغار ولا يعرفهم، عشان كدة أغلبهم بيموتوا بسبب كائنات بتفترسهم أو من قلة الأكل.
الحيوانات عمومًا عالمها واسع، وفي حاجات تانية كتير، يعني عندهم الرومانسي المسهوك، والعاشق اللي لا يخشى في الحب لومة لائم، ده كمان عندهم متحرشين، أو خلابيص ماعتقوش، ولنا في هذا حديث آخر 😉
المصدر
كتاب حياة الحيوانات: آكلات اللحوم – نشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب بالاشتراك مع مؤسسة ماكدونالد للنشر – انجلترا – تأليف د. موريس بيرتون، روبرت بيرتون – ترجمة: د. حلمي ميخائيل بشاي.
مصادر الصور:
