التوفو مصدر للطاقة النظيفة في أندونيسيا
كتبت: يارا كمال
بفضل برنامج تديره الحكومة الأندونيسية، ستتحوّل مياه الصرف الناتجة عن صناعة التوفو، وهو طعام يُصنع من فول الصويا، إلى غاز حيوي يمكن ضخه مباشرةً إلى البيوت.
بالنسبة للسكان اللذين يعيشون في بعض القرى البعيدة في أندونيسيا، تُعتبر تدفئة البيوت وتزويد الأفران بالوقود تحدٍ حقيقيّ، فإن الموارد المطلوبة لذلك مثل الوقود والخشب، تُشحن وتوزّع على الأسر، مما يتطلّب الكثير من الوقت. تنتظر بعض الأسر لأسابيع حتى يصل الوقود الجديد، كما يُنتج الوقود التقليدي طن من الانبعاثات التي تساهم في الاحتباس الحراري.
التوفو في أندونيسيا ليس مجرد وجبة بل هو وسيلة للرزق، فهناك المئات من المحلات الصغيرة التي تديرها أسر تنتج التوفو بكميات كبيرة كل يوم.
يُصنع التوفو عن طريق نقع وطحن فول الصويا لفصل لبن الصويا من لُب الصويا. تحتاج هذه الخطوة إلى وقت طويل لأن الفول يحتاج للنقع لساعات قبل أن يُصبح معدًا للفصل.
ثم تمر الأجزاء المفصولة بنظام الفرز، حيث يُفصل البروتين والزيت من لبن الصويا، ثم يُضاف مخثِّر كيميائي. وعندما يتكوّن التوفو، يُصبح جاهزًا للتقطيع. إذًا، التوفو هو لبن صويا متخثّر بالأساس. تحتاج هذه العملية إلى كمية ضخمة من المياه، فالكيلوجرام الواحد من التوفو يحتاج 33 لترًا تقريبًا.
توصّل العلماء العاملين مع حكومة أندونيسيا إلى أنه يمكن تحويل مياه الصرف الناتجة عن صناعة التوفو إلى غاز حيوي، إذا أُضيف لها نوع معين من البكتريا.
يحتاج الأمر إلى أن تُجمع مياه الصرف من المحلات في القرى، في خزانات تُسمى ”Digesters“، وتُعالج بالبكتريا. وبمجرد أن تتحوّل إلى غاز حيوي، يكون من الممكن ضخه مباشرةً من الخزانات إلى البيوت.
بالإضافة إلى توفير مصدر نظيف للطاقة لسكان القرى، يساعد استخدام هذا الكم من مياه الصرف البيئة المحلية، فآلاف اللترات من مياه الصرف التي اُستخدمت في صناعة التوفو، تُضَخ يوميًا من المصانع حول القرى وتُلقى في الأنهار المجاورة، ملوثةً المجاري المائية.
وبدون هذه المياه، يزيد محصول الأرز وتغادر تلك الرائحة الكريهة الناتجة عن إنتاج التوفو بالمنطقة. وتنتظر المزيد من القرى من الحكومة أن تركّب المزيد من الخزانات التي تُسمى ”Digesters“ لمواكبة الطلب المتزايد، مع العلم أن هناك 20 ألف منها رُكّب بالفعل.
المصدر