اتغطى كويس ونام خفيف!
كتبت: يارا كمال
بلاش تتقل في الأكل عشان متحلمش بكوابيس!
كتير بنربط بين جهازنا العصبي وعملية الهضم، فالواحد ييجي له عسر هضم مثلًا لما يبقى متوتر. العلماء ربطوا بين صحتنا العقلية والكائنات اللي موجودة في قناتنا الهضمية. أيوه، فيه كائنات ميكروسكوبية في أمعاءنا زي البكتريا. الموضوع تجاوز المزاج النفسي ووصل لمرحلة المرض. الفكرة بدأت من أكتر من 100 سنة، كان فيه علماء كتير في القرن الـ19 وبدايات القرن الـ20 شايفين إن تراكم المخلفات في القولون ممكن يحفّز عملية تسمم ذاتية، والسموم دي -اللي جاية من القناة الهضمية- بتسبب أمراض خطيرة زي الاكتئاب والقلق والذهان، وكانوا بيعالجوا المرضى عن طريق تطهير القولون وجراحات الأمعاء، لحد ما العلاجات دي بقت بتتعامل على إنها شعوذة وخرافة.
العلاقة بين المخ والقناة الهضمية رايح جاي!
دلوقتي العلماء رجعوا يفكروا في العلاقة ما بين القناة الهضمية والمخ تاني. العلماء شايفين إنه إلى حد كبير حالتنا العقلية بتتأثّر بالكائنات المجهرية اللي موجودة في أمعاءنا بكم كبير. العلاقة بين المخ والقناة الهضمية رايح جاي: المخ بيأثّر فى الوظائف الهضمية والمناعية وده بيساعد في بنية الكائنات الميكروبية اللي موجودة في القناة الهضمية، في حين إن الكائنات الميكروبية اللي موجودة في القناة الهضمية بتعمل مركبات محفزة للنسيج العصبي زي النواقل العصبية ومنتجات التمثيل الغذائي اللي بتأثّر هي كمان على المخ.
التفاعلات الرايح جاي دي بتحصل عن طريق المركبات اللي الميكروبات دي بتطلّعها واللي بتوصّلها للمخ عن طريق العصب المبهم اللي بيوصل المخ بالقناة الهضمية، وعن طريق منتجات التمثيل الغذائي للميكروبات اللي بتتفاعل مع الجهاز المناعي، وده بيحافظ على تواصلها مع المخ. ”سفين بيترسون“، عالم الأحياء الدقيقة في معهد كارولينسكا في ستوكهولم، بيقول إن الكائنات الدقيقة اللي في القناة الهضمية بتساعد على التحكم في التسرب اللي ممكن يحصل من خلال بطانة الأمعاء والحاجز الدموي الدماغي، وده بيحمي المخ من العوامل الضارة.
تعاون ثنائي مشترك بين جسمنا والميكروبات!
طب إيه اللي هتستفيده الميكروبات لما تؤثر في مخنا؟ بيقول ”جون كراين“، عالم الأعصاب في جامعة كوليدج كورك في أيرلندا، إن الميكروبات عايزانا نبقى عشريين واجتماعيين، عشان تقدر تنتشر بين البشرية أكتر. كراين عمل أبحاث بتقول إن الفيران اللي مفيهاش جراثيم نتيجة إنها اتربت في ظروف معقمة، وبالتالي معندهاش ميكروبات في أمعاءها، مابيبقاش عندها قدرة إنها تتعرف على الفيران التانية اللي بتتعامل معاها. وفيه دراسات تانية بتقول، إن الاضطرابات في الميكروبات اللي في أمعاء الفيران دي ممكن تأثّر على سلوك الفيران فيشبه سلوك الإنسان اللي عنده قلق أو اكتئاب ويمكن كمان توحد. يعني من الآخر سيبوا الميكروبات في حالها، طبعًا الحميد منها.
يعني مثلًا، عشان العلماء يستعيدوا السلوك الطبيعي لعينات البحث بتاعتهم من افيران دي عالجوها بنوع من البكتريا الحميدة. كراين بيقول إنه لحد دلوقتي التجارب دي كلها على الفيران، بس ده بيخلق لنا أرض خصبة إننا نعمل مركبات اسمها ”Psychobiotics“ كعلاج للإنسان ،ودي مواد شبيهة بالمواد اللي بتنتجها الميكروبات، ليها تأثير إيجابي على المرضى النفسيين. وفكرة إننا نستخدم العلاج الغذائي سواء لوحده أو مع علاجات أخرى للاضطرابات المزاجية مش حاجة بعيدة عن الواقع حسب رأي كراين.
تأكيدًا على الأفكار دي، العلماء حاولوا يعملوا تجارب تانية: فيه فريق بحثي من جامعة كيوشو في اليابان، حبسوا الفيران الخالية من الجراثيم في أنابيب ضيقة، وقاسوا هرمون التوتر في جسمه، ولقوا إن كمياته أعلى بكتير من الكميات اللي بتفرزها الفيران الطبيعية. مع ذلك الهرمون ده كان فيه خلل في دوره، المهم إن العلماء عالجوا الحيوانات ببكتريا اسمها (Bifidobacterium infantis)، وفعلًا توصّلوا لإن البكتريا دي أثّرت في رد فعل المخ على التوتر، وأوحت للعلماء بإمكانية استخدام الكائنات الميكروسكوبية دي كعلاج لتحسين وظائف المخ لو فيه خلل.
كمان العلماء عملوا تجربة تانية بتقول إننا لو خدنا البكتريا اللي في أمعاء الفيران، وحطيناها في أمعاء فيران تانية خالية من الجراثيم، ده هيخلي الفيران اللي كانت خالية من الجراثيم دي تاخد حاجات من شخصية الفيران المتبرعة بالبكتريا بتاعتها. يعني لو هي مطيعة وأليفة هتبقى بتحب تكتشف وفضولية، ولو هي جريئة هتبقى خجولة وخوافة.
التوحد والبكتريا المعوية!
المعروف إن التوحد سببه جيني، ولكن ”بول بيترسون“، عالم الأعصاب في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، لقى إن الستات اللي بيعانوا من حمى شديدة ولمدة طويلة أثناء الحمل، بتبقى فرصة إصابة طفلهم بالتوحد أكتر 7 مرات. ده بالإضافة لإن نسبة تتراوح من 40 – 90% من الأطفال اللي عندهم توحد بيعانوا من أعراض معوية.
قرر بيترسون إنه يختبر نتيجة أعراض تشبه الأنفلونزا على الفيران الحوامل، فلقى فعلًا إن الذرية بيحصل لها الأعراض اللي بتحصل للإنسان المصاب بالتوحد: التفاعل الاجتماعي المحدود، والميل للفعل المتكرر، والتواصل القليل، ده بالإضافة إلى المشاكل المعوية اللي عندها.
علماء تانيين عملوا دراسة على مجموعة سيدات وأكلوهم زبادي مرتين في اليوم لمدة شهر، وعرضوا عليهم صور لممثلين عاملين تعبيرات خوف أو غضب بوشهم، وقاسوا تأثير ده على مخهم بالرنين المغناطيسي. المفترض إن الناس العاديين يتأثروا بده ولكن الستات دول كان رد فعلهم أقل، وده بيدل على تأثير البكتريا المعوية على تعاطي مخنا مع الأمور.
المصادر