إدارة الأغذية والأدوية توافق على استخدام MDMA كعلاج
كتبت: مها طـه
في قرار تاريخي، منحت إدارة الأغذية والأدوية (FDA) الضوء الأخضر للعلماء لإجراء تجربة سريرية كاملة باستخدام مادة ”MDMA“ في علاج اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، وذلك بفضل مجموعة متزايدة من الأدلة العلمية التي تُسلط الضوء على المزايا العلاجية لبعض الأدوية العقلية مثل: MDMA، والمعروف أيضًا باسم إكستاسي.
على الرغم من تصنيف الـMDMA باعتباره مادة جدول 1، أي أنها تُعتبر مادة خطيرة وخالية من القيمة الطبية، أظهر الباحثون أنه في ظل ظروف من التحكم في جرعات الدواء، يُمكن استخدام هذا الدواء في علاج مجموعة من الاضطرابات النفسية مع الحفاظ على سلامة المريض.
على سبيل المثال، قامت الرابطة متعددة التخصصات للدراسات الدوائية النفسية (MAPS)، بإجراء العديد من الدراسات على إمكانية علاج القلق الاجتماعي واضطراب ما بعد الصدمة باستخدام MDMA. ومن بين أمور أخرى، قد وصلت ست تجارب سريرية منفصلة إلى المرحلة الثانية والتي تشمل اختبار سلامة وفعالية الدواء على عدد قليل من الناس، وظهرت جميع نتائجها ممتازة.
لكي يتم الموافقة على دواء، يجب أن يصل للمرحلة الثالثة، والتي يتم فيها اختبار الدواء على أعداد كبيرة من المرضى، وهو ما سمحت به إدارة الأغذية والأدوية للعلماء، حيث يمكنهم الآن استكمال أبحاثهم في هذه المرحلة، وفي حالة استمرار النتائج الإيجابية للتجارب، يُمكن أن تُصبح مادة MDMA دواءًا مصرحًا باستخدامه.
تشمل التجارب على إعطاء المصابين باضطراب ما بعد الصدمة بجرعات من MDMA، لمرة واحدة في الشهر عن طريق جلسات العلاج النفسي، ولمدة ثلاثة أشهر، وسيتضمن برنامج العلاج جلسات أسبوعية بدون هذا الدواء.
تأمل ”MAPS“ أن ترى هذا الدواء يُستخدم كمساعد للعلاج النفسي التقليدي بحلول عام 2021. قال ”براد بورج“، المتحدث باسم المنظمة، أن الانتقال من المرحلة الثانية إلى المرحلة الثالثة أكد أن لديهم أسباب علمية قوية للاعتقاد بأن مادة MDMA علاج فعّال لاضطرابات ما بعد الصدمة، وهو ما أقرته إدراة الأغذية والأدوية.
أضاف ”بورج“ أنه في حالة عدم السماح بتعاطي الـMDMA كدواء شرعي، فإنه مازال يمكن وصفه ولكن لا يمكن تعاطيه في المنزل، ولكن يمكن منحه من قبل الأطباء النفسيون خلال جلسات العلاج.
يحدث اضطراب ما بعد الصدمة عندما يصبح الناس متضررين نفسيًا من جراء أحداث الحياة المؤلمة، ويمكن أن يكون له أعراض أخرى متنوعة بما فيها الاكتئاب والأرق واسترجاع الذكريات، وقد أظهرت الأبحاث أن الذين يعانون من هذا الاضطراب تنخفض الروابط العصبية في دماغهم بين منطقتي اللوزة والحصين، وهو ما يُعزز إعادة تكوين دواء الـMDMA.
كما يُحفز الـMDMA مُستقبلات السيراتونين في الدماغ، ما ينتج عنه الشعور بالمشاعر الإيجابية والانفتاح والسعادة، وهو ما يأمل العلماء في الجمع بينه وبين العلاج النفسي التقليدي، لتحفيز عملية الشفاء النفسي.
المصادر: imperial iflscience thelancet