أكل السمك الملوث يدمر الجهاز المناعي
كتب: أحمد حسين
نشرت مجلة العلوم (Journal science) دراسة تكشف عن خطر الملوثات الكامنة في الأنسجة العضلية لبعض أنواع السمك والتي يمكنها تهديد مناعة البشر، حيث اكتشف فريقًا من الباحثين من معهد سكريبس لعلوم المحيطات في جامعة كاليفورنيا أن هذه الملوثات يمكن أن تعطّل قدرة الجسم البشري على التخلص من السموم الضارة.
قال البروفيسور ”عمرو حمدون“، أستاذ مساعد في قسم أبحاث الأحياء البحرية في سكريبس في بيان، أننا عندما نأكل الأسماك الملوثة، فإن هذا يقلل من قوة المنظومة الدفاعية الحاسمة في أجسامنا، وأضاف أنه من المهم للغاية التأكد من أن هذه الأسماك الملوثة لا ينتهي بها المطاف لتكون وجبة على سفرتنا.
لدينا جميعًا كبشر بروتين مهم يدعى ”بروتين السكر – P-glycoproten“ موجود في أجسادنا، يقدر على محاربة السموم الضارة. يعمل هذا البروتين عن طريق طرد المواد الكيميائية الغريبة عن الجسم إلى الخارج، كما يمكنه أيضًا مقاومة مجموعة من المواد الكيميائية السامة في آنٍ واحد، وفبدونه تدخل السموم بسهولة إلى الجسم بلا مقاومة.
اشتبه الخبراء لسنوات في نوع من الملوثات المعروفة باسم ”الملوثات العضوية الثابتة“ بأنها كانت ملوثات غير آمنة لأن لديها القدرة على تخطي بروتين السكر وإلحاق الضرر بالبشر، لكنهم لم يعرفوا كيف تفعل ذلك بشكل دقيق. لذلك بحث ”حمدون“ وفريقه عن الكيفية، فوجدوا أن الملوثات لم تكن تتخطى البروتين، وإنما تلتصق به لتمنع الجسم من مقاومتها بأي طريقة كانت. قال ”حمدون“ أن هذه المواد الكيميائية البيئية تشكل تفاعلات مع البروتين بحيث يصعب على بروتين السكر إتمام عمله.
أوصى العلماء باختبار هذه المواد الكيميائية البيئية بشكل أوسع لتحديد ما إذا كانت هي السبب في تلوث الأسماك، وبالتالي هي السبب في تدمير الجهاز المناعي الطبيعي للبشر. بعض السمك الذي تم اصطياده من خليج المكسيك كان حاملًا لمستويات عالية من بروتين السكر الملوث. المشكلة الأكبر أن العلماء يعتقدون أن الأسماك ليست هي الخطر الوحيد، وإنما يمكن أن يصل الأمر إلى اللحوم ومنتجات الألبان أيضًا.
يأمل ”حمدون“ أن تلهم النتائج بعض العلماء لصناعة قرار للتفكير في اختبار المواد ومنع التلوث. قال ”جاكوب جيمس“، العضو المنتدب لمؤسسة (Waitt) الممولة لهذه الدراسة، أنه يمكننا تخيل أن كل سمكة نريد أكلها تحمل أكثر من نوع واحد من السموم، فالدراسات تقول أن مضاعفة السموم في الجسم تضاعف الخطر. لذلك يحاول الباحثون حاليًا إيجاد طريقة للتخلص من هذه الملوثات، سواء في السمك أو تلك التي انتقلت إلى جسم الإنسان.
المصادر