.
النشرة

إدراك الذكاء الاصطناعي الخاص بجوجل لفوائد الخيانة

كتب: أحمد حسين

يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيكون نذيرًا للثورة التكنولوجية القادمة عند تطوّرها إلى نقطة ستصبح عِندها قادرة على التعلم والتفكير والشعور دون تدخّل من الإنسان، في ذلك الوقت سيتغير كل ما نعرفه عن الذكاء الاصطناعي بين عشية وضحاها.

وهذا سبب كافي لتتبع تطوّرات الذكاء الاصطناعي، وأحد هذه التطوّرات تطوّر الذكاء الاصطناعي الخاص بشركة جوجل (DeepMind)، حيث أنه بالفعل متفوّق في عالم الألعاب، وكشفت دراسات جديدة في شركة جوجل أن الشركة غير متأكدة من أن الذكاء الاصطناعي يميل إلى تفضيل السلوكيات التعاونية أكثر من التنافسية العدوانية.

باختبار الذكاء الاصطناعي، وضع الفريق البحثي نوعين من الذكاء الاصطناعي الخاص بجوجل (الأزرق والأحمر) مع بعضهم في اختبار واحد، وهو جمع التفاح الأخضر من داخل بعض الأماكن الضيقة، وسلّحوهما بليزر يمكنهم عن طريقه شلّ المنافس لعدة ثوان، وانتظروا ليروا ما إذا كانوا سيتعاونون مع بضعهم البعض في جمع التفاح، أم سيتنافسون بضراوة فيما بينهم.

وجد الفريق البحث أن الذكاء الاصطناعي ظل متعاونًا في وجود الكثير من التفاح، أما عند نقص التفاح بدأ في التحوّل إلى عدواني ويضرب الاثنان بعضهم البعض بالليزر، وهو تصرف أقرب لتصرفات الحيوانات والبشر. واللافت في الأمر أنه كلما قلّت الدوائر والشبكات العصبية الكهربية داخل الذكاء الاصطناعي، كلما أصبح أكثر تعاونًا، أما عند زيادة وتعقيد الدوائر والشبكات،  فإنهم يميلون إلى الخيانة والأنانية في التجارب الأولى.

في تجربة أخرى، وقف الأحمر والأزرق في مواجهة بعضهم البعض لمطاردة فريسة، إذا حاولوا القبض عليها كل واحد منهم على حدة لن ينجحوا بسهولة، والأفضل لهم التعاون في اصطيادها. وهذا ما فعله الذكاء الاصطناعي المتطوّر والأكثر ذكاءً حين أدرك أن التعاون في هذه الحالة أفضل له من التعامل بشكل فردي، أما الذكاء الاصطناعي الأقل ذكاءً وتطورّا فتعاونوا مرة وتقاتلوا مرة.

فماذا تُخبرنا هذه الاختبارات عن الذكاء الاصطناعي الخاص بشركة جوجل؟ أنه يعلم كيفية ملاحقة هدف أو فريسة واصطيادها أيضًا بشكل متعاون، لكن عندما تكون المواد أو الاهداف شحيحة ومتفرقة، فإنه يتحوّل إلى أناني وخائن. المُخيف في ذلك الأمر، أنه بإمكان الذكاء الاصطناعي تطوير غرائز كغرائز الإنسان، وهي ما ستتطلّب أن يُلبّي احتياجاتها، مما ستجعله يفعل أي شيء يخطر على عقله الاصطناعي.


المصادر: iflscience deepmind

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى