.
النشرة

الاستعانة بمناعة الخفاش في صراعنا مع المرض

كتب: أحمد حسين

يستطيع الخفاش أن يحمل الفيروسات والأمراض دون أن يتأثر بها، لذلك ظل لسؤال حول مناعته الخارقة الغامضة مطروحًا وغير معلومة إجابته لمدة طويلة من الزمن، ولكن كل شيء تغير الآن.

اكتشفت مجموعة من العلماء الأستراليين بمؤسسة أبحاث كومنولث العلمية والصناعة، وجود مجموعة من جزيئات المناعة في الخفافيش، تعمل لمدة بشكل دائم (24/7)، وهذه المعرفة يمكن أن تحمي البشر من الأمراض الخطيرة.

وجد العلماء، في التسلسل الوراثي لـخفاش ”الثعلب الأسترالي الأسود الطائر“ جزيئات تُسمى ”إنترفيرون“. توجد هذه الجزئيات، في البشر وبعض الحيوانات أيضًا، فهي خط الدفاع الأول ضد الفيروسات، فهي تحفز الجينات الأخرى لمساعدتها على إيقاف انتشار الفيروس.

الغريب، أن هذا النوع من الخفافيش يمتلك جزئيات الإنترفيرون بأعداد أقل من تلك الموجودة في الإنسان أو الحيوان. إذن، كيف يمكن لمناعة الخفاش أن تكون بهذه القوة على الرغم من امتلاكه لعدد أقل من الجزيئات؟

تبين للعلماء، أن جزيئات الإنترفيرون الموجودة في الخفافيش، تعمل بشكل متواصل، بعكس الجزئيات الموجودة في الإنسان وبعض الحيوانات، والتي لا تبدأ في مهاجمة الأمراض إلا عند الإصابة بها فقط، فهي لا تعمل بشكل متواصل لمدة 24 ساعة كما التي لدى الخفافيش.

وجد فريق الباحثين أيضًا، أن الخفافيش تنتج ثلاثة من جزيئات الإنترفيرون بشكل باستمرار. وجود هذه الجزيئات باستمرار، يجعل الجهاز المناعي متحفزًا للهجوم طوال الوقت، وهو ما يمنح الخفافيش القدرة، على التواجد بصحة جيدة على الرغم من حملهم للفيروسات.

قال ”مايكل باكِر“، أحد الباحثين، أننا إذا استطعنا إعادة توجيه الاستجابات المناعية للكائنات الأخرى لتتعامل مع الفيروسات مثلما تتعامل مناعة الخفافيش، عندها ستنخفض أعداد الموتى المرتبطة بفيروسات مثل الإيبولا، أكثر من أي وقتٍ مضى.

جدير بالذكر، أن مجموعة من العلماء الإنجليز والأستراليين، لديهم طريقة جديدة، لاستخدام قدرة الخفافيش الممتازة على حمل الفيروسات، ليستطيعون القضاء على انتشار الفيروسات المُعدية، عن طريق تعديل الفيروسات هندسيًا، للإنتقال فقط لكن دون أن تسبب أي أمراض. الخوف فقط أن يؤثر انتقال الفيروسات المُعدّلة للخفافيش على صحة وظائفهم المناعية والعضوية.


المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى