.
ليه وإزاي؟

”لقاء الحيوان المنوي بالبويضة“ الوميض الأول لانطلاقة الحياة!

كتبت: مها طـه

”ومين ينسى ومين يقدر في يوم ينسى؟ شعاع أول شرارة حب“ عبد الحليم لما غنى لأول شرارة حب كان بيتكلم على المشاعر الحلوة وبيغني لأعز الناس حبايبنا، بالتأكيد ماكنش يقصد لحظة لقاء الحيوان المنوي بالبويضة وإندماجهم لبدء رحلة تكوّن وخلق لحياة كائن صغير جديد، واللي قدر يرصده لأول مرة مجموعة من العلماء اللي خرجوا علينا بصور مبهرة للحظة دي!

مجموعة من الباحثين في جامعة ”نورث ويسترن“ في شيكاغو، رصدوا ظاهرة جديدة من نوعها بتحصل للبويضة أول ما بتتخصب بالحيوان المنوي، فيظهر منها وميض ضوء أو ”فلاش“، وبالرغم من إن العلماء شافوا ده قبل كده في لحظات تخصيب بويضات الحيوانات في المعمل إلا إنها المرة الأولى اللي بيشوفوها في الإنسان.

egg4-large_trans++5dd29MwfFMR1mtnyLmH6GudXaa_GsEOdIoFCLlfBGyE

الفكرة مش بس كده، لأ دول كمان لقوا إن البويضات عند تخصيبها بتختلف كمية الضوء اللي ممكن تخرج منها في اللحظة دي، وإن كل ما كان الضوء ده أقوى وأوضح، كل ما كانت البويضة المخصبة جودتها أكبر، واحتمالية إن الطفل اللي يتولد منها حالته الصحية جيدة أكبر. الاكتشاف ده هيساعد دكاترة الخصوبة عشان يختاروا أحسن بويضة مُخصبة في المعمل عشان يحقنوها في الرحم في عمليات الحقن المجهري.

”تريزا وودروف“، أستاذة بيولوجيا المبايض في جامعة ”نورث ويسترن“ وواحدة من ضمن الأستاذين المشرفين على الدراسة دي، قالت إن الاكتشاف ده كان ملفت للنظر جدًا، وإنه من حوالي 5 سنين رصدوا الشرارة دي في بويضة فارة مخصبة لكن وجوده في الإنسان كان مدهش فعلًا.

لحظة اندماج البويضة بالحيوان المنوي هي اللحظة اللي بتبدأ فعليًا عندها الحياة وإدراك اللحظة دي يعتبر في الحقيقة يعتبر أمر مبهر جدًا، وبرصد اللحظات دي هيقدر الأطباء يستفيدوا جدًا في مجال عمليات الحقن المجهري، فحوالي 50% من البويضات اللي بيتم تخصيبها في المعمل مش بتنمو بالشكل الطبيعي، وده غالبًا بيبقى سببه خلل في الجينات.

egg6-large_trans++USuiNG1GFUnOQ8rbuSnk0q19UcHe4hWLxouWkMnH8-g

بعض عيادات الحقن المجهري بتستخدم فيديوهات لنمو البويضة المخصبة في المراحل المبكرة عشان يقدروا يحددوا لو في أي مشكلة من بدري، وفي عيادات تانية، بتحاول تتحقق من وجود طفرات جينية لكن ده في الحقيقة ممكن يؤدي لتلف البويضة الصغيرة، وعلى أساس الاختبارات دي الدكتور بيختار البويضة اللي شكلها _من وجهة نظره_ في حالة صحية أفضل.

باستخدام الاكتشاف الجديد ده، هيكون في طريقة جديدة لتحديد مدى صحة البويضة وجودتها على أساس الضوء الخارج منها، وفي الفيديو اللي بيوضح 9 بويضات بشرية بتتخصب بحيوانات منوية، وأول ما الإنزيم الموجود في قمة الحيوان المنوي بيلمس البويضة، بتنور على طول لكن هنلاحظ إن في بويضتين كان بريقهم أكتر، وده غالبًا معناه إنهم أفضل.

دكتورة ”إيفا فاينبرج“ المشاركة في الدراسة، قالت إنه في الطبيعي الدكاترة مابيقدروش يحددوا بشكل دقيق جودة البويضة المخصبة ولا حتى يتأكدوا من كونها حية وإذا كانت هتكون جنين غير بعد زرعها وعمل اختبار الحمل للتأكد من إنه حصل أو لأ، وعشان كده الاكتشاف ده بيُعتبر نقطة تحول لأنه على الأقل هيأكد جودة البويضة وحدوث الإخصاب، وكمان هيوفر القلق اللي بيحصل للست من بعد إجراء العملية لحد ظهور نتيجة اختبار الحمل الإيجابية.

الشعاع ده بيحصل لما الحيوان المنوي بيدخل للبويضة كنتيجة لزيادة الكالسيوم حوالين البويضة عشان تمنع دخول أي حيوانات منوية تانية _بتقفل على نفسها بمعنى تاني_، زيادة الكالسيوم بيؤدي لزيادة خروج الزنك من البويضة، ولما الزنك بيخرج بيرتبط بجزيئات صغيرة، وفي اللحظة دي بينتج عنها ”الفلاش“ ده، واللي بتقدر الكاميرا الميكروسكوبية تلتقطه وتصوره.

على مدى 6 سنين فاتوا، أظهر فريق البحث إن مستويات الزنك بتحدد النمو والتغيُر اللي بيحفز وجود كائن جديد بتركيب جيني جديد. في التجربة دي، العلماء استخدموا الإنزيم الموجود في الحيوانات المنوية بدل من الحيوانات المنوية نفسها عشان يوضحوا الوميض اللي بيظهر في لحظة الاندماج.


المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى