.
النشرة

لبن الأم يدعم الأطفال بطبقة ثانية من المناعة

كتب: أحمد حسين

أظهر بحثٌ نشر في جريدة علم المناعة، أن لبن الأم يدعم الأطفال الرُضّع بطبقة ثانية من المناعة يمكنها حماية الرضيع من بعض مسببات الأمراض. تسمى هذه العملية ”المناعة السلبية“، وهي عملية نقل الأجسام المضادة (الجزء الخاص بتحديد العوامل المسببة للمرض والقضاء عليها).

هذه العملية الحيوية تحدث بشكلٍ تلقائي، أما الطبقة الثانية فاكتشفها الباحثون في جامعة كاليفورنيا بعد إجراء دراسة على مجموعة من الفئران، حيث وجد العلماء بعض الخلايا المناعية الموجودة في لبن الأم تمر من خلال جدار الأمعاء للرضيع وتنتقل إلى الجهاز الليمفاوي للنظام المناعي.

وجد الباحثون أيضًا، أن دور الخلايا الموجودة في لبن الأم هو تعليم الخلايا المناعية للرضيع حتى يتمكن جهازه المناعي من شن الهجوم على مسببات الأمراض، فقرر الفريق البحثي إطلاق اسم ”المناعة الأمومية التعليمية“ على هذه الخلايا.

على الرغم من إجراء الفريق هذه التجارب على الفئران فقط، إلا أن النتائج تبدو مثيرة للاهتمام، وتقترح أيضًا أن يكون هناك طريقة لتطعيم الرضيع عن طريق تطعيم الأم.

في سلسلة من التجارب، اختبر الباحثون نظريتهم باستخدام البكتيريا المتفطّرة (السُل)، وهي البكتيريا المسئولة عن ما يقدّر بنحو 1.5 مليون حالة وفاة سنويًا. اكتشف العلماء أن صِغار الفئران الذين أُرضعوا استطاعوا مقاومة هذه البكتيريا، لأن مناعتهم استطاعت إنتاج الأجسام المضادة الصحيحة لمحاربتها. إذا حدث ذلك مع البشر أيضًا، ستصبح هذه وسيلة جديدة لعلاج الكثير من الأمراض، خصوصًا في الدول النامية التي تنتشر بها الأمراض.

المشكلة أنه حاليًا تطعيم الأطفال أصبح ضعيفًا، بمعنى أن مناعة الرضيع تستجيب بشكل ضعيف جدًا لهذه الأمراض، حتى بعد تطعيمه. قالت ”أميا ووكر“، الطبيبة التي قادت البحث، أنهم يأملون علاج الأطفال عن طريق تطعيم الأم، لينتقل التطعيم مع لبن الأم بدلًا من إعطائه للرضيع بشكلٍ مباشر، وهذا ما سيحسّن مناعة الرضيع لمقاومة أمراض مثل السُل وغيره.

بالطبع لن يستطع الفريق البحثي تأكيد شيء الآن، وسوف يحتاجون للمزيد من الاختبارات والمزيد من التجارب السريرية حتى يتأكدوا من صحة هذا الأمر.


المصادر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى