.
النشرة

خلايا المخ الغامضة المُظلمة ترتبط بمرض الزهايمر والإجهاد

كتبت: مها طـه

تم رصد نوع من خلايا المخ المنكمشة الغامضة في الدماغ البشري لأول مرة، والتي يبدو أنها ترتبط بمرض الألزهايمر. قالت ”ماري إيف ترمبلاي“ الباحثة في جامعة لافال في كيبيك في كندا، والتي قدمت اكتشافها هذا في مؤتمر علم المناعة العصبية في بيج سكاي بمونتانا، أن الباحثين حتى الآن لم يتأكدوا ما إذا كانت هذه الخلايا سببًا أم نتيجة للإصابة بالألزهايمر.

تظهر هذه الخلايا وكأنها أشكال ذابلة من الخلايا الديبقية الصغيرة، وهي الخلايا التي تحافظ على المخ في حالة صحية جيدة وخالية من العدوى، وذلك عن طريق تهذيب الروابط العصبية غير المرغوب فيها بين الخلايا أو تدمير خلايا المخ غير الطبيعية والمصابة.

لكن الخلايا التي اكتشفتها ”ترمبلاي“ ظهرت بشكل يبدو أكثر قتامة عند تصويرها بالميكروسكوب الإلكتروني، فبدا أنها خلايا مُدمِرة بشكل أكبر. قالت ”ترمبيلاي“ أن هذه الخلايا أخذت من الباحثين وقتًا طويلًا للتعرف عليها فقط، وأضافت أن هذه الخلايا لا تُظهر نفس المواد الكيميائية التي تصبغ الخلايا الدبقية العادية وتجعلها تظهر تحت الميكروسكوب.

بالمقارنة بين هذه الخلايا والخلايا الدبقية العادية، كانت الخلايا المُظلمة أكثر التفافًا بكثير وبإحكام حول الخلايا العصبية والروابط بينها، والتي تُسمى بمناطق التشابُك العصبي، فتبدو وكأنها مفرطة النشاط في مناطق التشابك العصبي، وبمجرد ظهور هذه الخلايا المُظلمة تبدأ نقاط التشابك العصبي في التدهور والتقلُص.

اكتشفت “تريمبلاي” هذه الخلايا لأول مرة في الفئران، حيث وجدت أن أعداداها تزداد مع تقدم الفئران في العمر، وبدت وكأنها مرتبطة بعدد من الأمور ومنها التوتر وحالة مرض هنتينجتون وحالات الإصابة بالألزهايمر في الفئران، حاليًا استطاعت “تريمبلاي” اكتشاف هذه الخلايا للمرة الاولى في البشر، عن طريق دراسة دماغ شخص كان يعاني من الألزهايمر وتوفي عن عمر يناهز الـ45 عامًا، حيث وجدت ضعف عدد الخلايا المُظلمة الموجودة في مخ الشخص السليم من نفس الفئة العمرية.

قال ”كولم كانينجهام“، من كلية ترينتي في دبلن بأيرلندا، والذي يدرس الخلايا الدبقية الصغيرة، أن فهم هوية ووظيفة هذه الخلايا المُظلمة يُعتبر أمر مهم للغاية، حيث أنها قد تساهم في العديد من العمليات الضارة التي تُصيب الفرد وتؤدي للخرف.

معرفة سبب خنق هذه الخلايا للروابط العصبية في المخ يعد أمرًا غير واضح، وقد يكون كنتيجة لإشارات عصبية خاطئة أو نتيجة لزيادة في نشاط الخلايا الدبقية الصغيرة العادية في محاولاتها لحماية المخ، والتي يبدو أنها قد تعرضت للتلف وتحولت لخلايا مُظلمة ومنكمشة كنتيجة  للتعرُض لشكلٍ ما من أشكال التوتر، حيث أن الخلايا عندما تتعرض لمستويات مُعنية من التوتر تظهر بيها أشكال من الأكسجين المُدمِر للخلايا ما يجعلها أصغر وأكثر قتامة تحت المجهر.

أظهرت أبحاث ودراسات أخرى أن هذه الخلايا تحمل حمض نووي وبروتينات ومكونات أخرى تالفة، وهو ما دفع الباحثين للإعتقاد بأن هذا ما يؤثر على سلوكها. من الممكن أن تكون هذه الخلايا تحولت إلى الشكل القاتم بعد تعرضها للتوتر ما يؤدي لحدوث التهاب في مكانٍ ما من الجسم. تُشير الدراسات في المرضى الذين يعانون من التهابات ناشئة خارج المخ أنها هذه الحالات ترتبط  بعدد أقل من حالات الألزهايمر، وهو ما جعل الباحثين يفكرون في الكشف عن العلاقة بين هذه الخلايا والإصابة بالألزهايمر.

المصادر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى