لو بطلنا نحلم، نموت فعلًا؟!
كتبت: يارا كمال
صحيح، هو احنا لو بطلنا نحلم نموت؟ للدرجة دي؟ طبعًا الكينج منير بيتكلّم على الحلم في المطلق والأهداف وجو التنمية البشرية ده. طب هل الأحلام بتاعة النوم ليها فايدة، ولا احنا بنبقى بنسلّي وقتنا واحنا نايمين يعني؟
الأحلام بتهم البشر من قديم الزمان. ملوك ما بين النهرين سجّلوا وفسّروا أحلامهم على ألواح الشمع، وده في الألفية التالتة قبل الميلاد. بعد الكلام ده بألف سنة، القدماء المصريين عملوا كتاب للأحلام محطوط فيه أكتر من 100 حلم شايع بين الناس بتفسيرات الأحلام دي.
من ساعتها وبنحاول نعرف احنا بنحلم ليه، وبعد سنوات طويلة من البحث العلمي والتقدم التكنولوجي، وصلنا لشوية نظريات بتفسّر احنا ليه بنحلم، ولو إنها مش إجابات واضحة أوي للسؤال ده ولكن فيها وجاهة والله.
إحنا بـ نحلم ليه؟
أولًا بنحلم عشان نحقق أمانينا:
في بدايات القرن اللي فات، يعني في بداية الألف وتسعميات، سيجموند فرويد رجّح إن كل أحلامنا بما فيها الكوابيس، هي عبارة عن تجميعة صور من وعينا بحياتنا اليومية، واللي بيبقى ليها معاني رمزية، وبترتبط بتحقيق أمانينا اللي في عقلنا الباطن.
فرويد شاف إن أي حاجة احنا بنفتكرها من الحلم لما بنصحى هي تعبير رمزي عن الأفكار والدوافع والرغبات البدائية اللي في عقلنا الباطن. وإنه لو حللنا العناصر اللي بنفتكرها من الأحلام، المحتوي اللي موجود في العقل الباطن هيظهر للعقل الواعي، وبالتالي المشاكل النفسية اللي بتظهر بسبب قمع الرغبات والأفكار دي، ممكن نعرفها ونحلها.
ثانيًا الأحلام بتساعدنا نفتكر:
عمومًا النوم كويس لتحسين أداء بعض المهام العقلية، وإنك تحلم وأنت نايم ده بيحسن أداءها أكتر. في 2010، توصل الباحثين لإن الناس اللي بيدخلوا متاهة معقدة، وبعدين يناموا شوية ويحلموا بيها قبل ما يحاولوا يخرجوا تاني، بيقدروا يخرجوا منها في الآخر بنسبة 10 أضعاف أكتر من الناس اللي بيفضلوا صاحيين بين المحاولات، وأكتر من اللي بيناموا بس مابيحلموش بالمتاهة.
الباحثين شايفين إن فيه عمليات في الذاكرة ما بتحصلش إلا وإحنا نايمين، والأحلام علامة على إن العمليات دي بتحصل.
ثالثًا بنحلم عشان ننسى ”زي اشرب عشان تنسى كده“ :
احنا عندنا 10 آلاف منطقة اتصال عصبي في مخنا. المناطق دي بتتكوّن عن طريق أي حاجة بنفكّر فيها أو بنعملها. في سنة 1983، طلعت نظرية عصبية في التعلم اسمها (التعلم المعكوس). النظرية دي بتقول إنه خلال دورات نوم حركة العين السريعة (REM sleep)، القشرة المخية الحديثة بتراجع مناطق الاتصال العصبي وترمي نقاط الاتصال اللي ملهاش لازمة.
من غير العملية دي، واللي بتسبب الأحلام، كان زمان مخك بيبذل مجهود على الفاضي في مناطق اتصال ملهاش لازمة أصلًا، وممكن الأفكار الزيادة عن الحاجة دي تشوّش على التفكير الضروري اللي أنت محتاجه فعلًا وأنت صاحي.
رابعًا بنحلم عشان مخنا يفضل شغّال:
فيه نظرية اسمها ”Continual Activation Theory“، بتقول إننا بنحلم لإن المخ بيحتاج إنه يفضل يدعم ويخلق ذكريات طويلة المدى على طول، عشان يشتغل كويس. فلما المدخلات الخارجية تقل تحت مستوى معيّن زي ما بيحصل في فترة النوم، المخ بشكل أوتوماتيكي بيبدأ يحفّز إنتاج البيانات اللي الذاكرة مخزناها، واللي بتظهر لك في شكل أفكار ومشاعر أنت بتعيشها في حلمك. الموضوع شبه الـ screen saver بتاعة الكمبيوتر، واللي بتشتغل بدل ما مخك يقفل خالص.
خامسًا بنحلم من باب البروفة:
شايع جدًا إننا نحلم بمواقف خطر، زي إن فيه حيوان بيجري وراك، حد عايز يقتلك، كده يعني. فيها نظرية اسمها ”primitive instinct rehearsal theory“، بتقول إن الأحلام بتسمح لك إنك تمارس مهارات في إنك تواجه أو تهرب أو اللي بيسموه ”fight or flight“، عشان لو بعد الشر احتاجتها في الحقيقة.
سادسًا بنحلم عشان نداوي جروحنا:
النواقل العصبية المرتبطة بالضغط في المخ بتبقى أقل نشاطًا أثناء النوم في مرحلة حركة العين السريعة، حتى لو بنحلم بحاجات ليها دعوة بصدمة اتعرضنا لها. وده خلى بعض الباحثين يقولوا إن من ضمن أهمية النوم إنه بيقلل من أثر التجارب المؤلمة، وده بيساعد على تخطيها نفسيًا. فكرة إنك تستعرض الأحداث الصادمة في حياتك في الأحلام وأنت حاسس بضغط عقلي أقل بتديك منظور أوضح وقدرة أحسن على إنك تعالج الأحداث دي بطرق نفسية سليمة.
الناس اللي بيعانوا من اضطرابات مزاجية معينة واضطرابات ما بعد الصدمة أحيانًا بيلاقوا صعوبة في النوم، وده بيخلي العلماء يعتقدوا إن قلة الأحلام بتكون عامل مساعد في زيادة اضطراباتهم دي.
سابع حاجة إننا بنام عشان نحل المشاكل:
مش أحيانُا تبقى فيه مسألة مش عارف تحلها، تخش تنام وبعدين تصحى وأنت عارف حلها؟ هو ده اللي بتكلم فيه. ممكن تبقى المشكلة دي حياتية أو حاجة أنت عايز توصل لنتيجة بخصوصها. المخ وقت النوم مابيبقاش متقيّد بالحقيقة وقواعد المنطق التقليدية، وده بيخلي مخك يبتكر عدد لا حصر له من السيناريوهات عشان تفهم وتحل المشكلة.
جون ستاينبيك، الأديب الأمريكي المشهور، كان مسمي الكلام ده ”لجنة النوم“. أشهر مثال على ده الكيميائي ”أوجست كيكوله“ اللي اكتشف تركيب جزئ البنزين بفضل حلم ساعده في اكتشافه ده. أحيانًا بيبقى حل مشكلة إنك تنام وهي هتتحل في دماغك.
دي أشهر النظريات اللي بخصوص الأحلام ولسه هنفهم أكتر عن الأحلام وعن مخنا بتطور التكنولوجيا. بس لحد ما نفهم أكتر، احلم كده. الموضوع بالتأكيد كويس، ولو بطلنا نحلم ….. مش هتموت يمكن بس ليه لأ ؟ وأهو الأحلام ثبت بالدليل إنها حاجة كويسة جدًا كمان.
المصدر