.
النشرة

دراسة: محاربة السرطان باستخدام الخلايا المناعية لأشخاص آخرين

كتبت: مها طـه

كشفت مجموعة من الباحثين من معهد السرطان بهولندا وجامعة ”أوسلو“ في دراسة، أنه  ولأول مرة، حتى ولو كانت الخلايا المناعية من نفس الشخص المصاب بالسرطان فإنها غير قادرة على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها، بينما تستطيع خلايا شخص آخر القيام بهذا، حيث أظهرت الدراسة الجديدة أن إدخال الخلايا المناعية (T-cells) المأخوذة من شخص سليم إلى الخلايا المناعية التالفة لمريض بالسرطان، فإنها يمكن أن ”تُعلم“ هذه الخلايا كيفية التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها.

وقال ”تون شوماخر“، من المعهد الهولندي للسرطان، وأحد الباحثين المشاركين في البحث، أنهم في خلال الدراسة توصلوا إلى أن الاستجابة المناعية لدى مرضى السرطان يمكن زيادتها، عن طريق تحفيزها من خلال خلايا مناعية مأخوذة من شخص سليم ولكنها تتطابق مع الخلايا المناعية في الشخص المُصاب.

حاليًا أصبح من الواضح أن أنواع العلاجات التقليدية للسرطان كالعلاج الكيميائي أو العلاج بالإشعاع غير كافي تمامًا، لذلك يحاول العلماء في جميع أنحاء العالم التوصل لعلاج مناعي باعتباره الأمل الكبير القادم للشفاء من مرض السرطان، حيث أن العلاجات التقليدية تؤذي الجسم بشكل كبير في مقابل العلاج المناعي، فهو يحفز خلايا الشخص نفسه لمحاربة المرض.

في الطبيعي، تقوم الخلايا المناعية T بمحاربة الأمراض والأجسام الغريبة التي تهاجم الجسم، ولكن عندما يأتي الأمر للخلايا السرطانية، فإنها تفشل في ذلك لسببين رئيسيين، إما وجود ”حواجز“ معينة تمنع الخلايا المناعية من التعرف على الخلايا السرطانية واستهدافها، أو أنها تكون ببساطة غير قادرة على التعرف من الأساس، وبالتالي غير قادرة على تدمير هذه الخلايا والقضاء عليها.

مؤخرًا شهد العلماء بعض النتائج المبهرة فيما يخص استخراج خلايا Tمصابة من مريض بسرطان الدم، وإعادة برمجتها لاستهداف نوع معين من السرطان، وإدخالها مرة أخرى للجسم لمكافحة المرض بشكل فعّال.

في إحدى التجارب كانت نتيجة تجربة المحاكاة في المرضى المصابين بسرطان الدم الحاد تصل فيها نسبة اختفاء الأعراض تمامًا من المرضى لـ94%، أما باقي المرضى المصابين بأنواع أخرى من سرطانات الدم، فكانت النتيجة تتخطى 80%، وأكثر من النصف تخلصوا تمامًا من الأعراض.

في هذا البحث، قام الباحثون باستخراج خلايا T سليمة من متبرعين أصحاء، وإدراجها في الحمض النووي المتحور الموجود بخلايا السرطان في الشخص المصاب، حيث حددوا تسلسل الحمض النووي الصحيح عن طريق بعض أنواع البروتينات الموجودة على سطح الخلايا السرطانية في ثلاثة من المرضى من مستشفى أوسلو.

لاحظ الباحثون في المرضى الثلاثة، أن خلاياهم المناعية Tلم تستطع التعرف على البروتينات الخاصة التي تُميز الخلايا السرطانية، ولحسن الحظ، قم الباحثون بتحفيز خلايا T من متبرع سليم، وأدخلوا المكونات النشطة للخلايا المناعية المأخوذة من المتبرع، ووجدوا أن الخلايا المناعية لدى المرضى استجابت بكفاءة لهذا التحفيز، وتعرفت على الخلايا السرطانية.

وبالرغم من أن هذا البحث أُجري على ثلاثة مرضى فقط، ولإثبات صحة النظرية، إلا أن هذه النتائج تُشير إلى أنه يمكن تطويرها بشكل كبير في المستقبل، ولذلك يمكن اعتبار البحث واعدًا جدًا، لتطوير علاج جديد للسرطان يعتمد على الجهاز المناعي، وهو ما دفع الملياردير ”سيان باركر“ لرصد 250 مليون دولار، لمحاولة الحصول على علاج مناعي للسرطان.

 

المصادر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى