دراسة: صعق مخ الجنود بالكهرباء ليصبح أكثر انتباهًا
كتب: أحمد حسين
في دراسة نُشرت في جريدة (Frontiers) لعلم الأعصاب الإنساني، كشفت عن تجربة صعق مخ الجنود التي شارك بها 20 عضوًا من أعضاء سلاح الطيران الأمريكي. تتضمن التجربة صعق المخ بالكهرباء كجزء من محاولة تحسين الأداء العقلي لهم دون استخدام أدوية مثل دواء ريتالين.
وتعرض بالفعل أفراد الكتيبة إلى تيارات كهربائية خفيفة عدة مرات لتحسن أداءهم العقلي عند تنفيذ المهام الهامة، والتي تتطلب درجة عالية من الانتباه والتركيز. تُعرَف هذه التقنية باسم تحفيز الجمجمة بالتيارات المباشرة (tDCS)، والتي تُنفذ عن طريق وضع أقطاب كهربائية على السطح الخارجي للجمجمة من أجل تحفيز الخلايا العصبية لبعض أجزاء المخ بالكهرباء.
خلال التجربة التي كانت مدتها 36 دقيقة، تلقى نصف المشاركين تيارًا مباشرًا مستمرًا بمقدار 2 ملّي أمبير، إلى الجزء الأيسر من جزء من الدماغ يدعى الفص الجبهي القشري. تلقى النصف الأخر من المشاركين دقيقتين فقط من التحفيز الشفهي قبل بدء الدراسة.
بعد ذلك، طلبوا من جميع المشاركين تنفيذ مهمة لاختبار قدرتهم على التركيز وتعدد المهام. طُلب منهم الحفاظ على التقاطع الموجود في الدائرة المتحركة، مع مراقبة عناصر أخرى تظهر على الشاشة أمامهم في الوقت نفسه.
بعد مرور 4 دقائق فقط من التجربة، بدأت تلك التيارات الكهربائية في العمل، وتفوقت المجموعة التي صُعقت بالكهرباء، على الذين تم تحفيزهم فقط. اهتم الباحثون بتقييم مقدار البيانات التي عالجها المشاركون في الوقت المسموح لهم، ومقارنتها بأولئك الذين لم يحصلون على التيار الكهربائي، واكتشفوا أنها كانت أعلى بنسبة 30%.
لخص الباحثون نتيجة هذه الدراسة، في أن تحفيز الجمجمة عن طريق التيار المباشر لديه القدرة على زيادة وتعزيز القدرة على التركيز في المهام المتعددة في نفس الوقت. ورغم عدم اكتشافهم لأي آثار جانبية سلبية حتى الآن، إلا أن هناك قلقًا بشأن استخدام هذه التقنية لاحتمالية وجود أخطار ومشاكل خفية بها على العديد من البشر.
أبدى الكثير من علماء الأعصاب تخوفهم أيضًا من تعميم هذه التجربة، لأن ذلك سيعتبر تدخلًا في وظائف المخ، والموصلات العصبية الموجود بين خلاياه، لذلك يمكن أن تظهر تأثيراته على المدى الطويل.
المصادر: iflscience frontiersin