سوء جودة الحيوانات المنوية يُنذر بخطر على الخصوبة
كتب: أحمد حسين
قبل ثلاثة عقود من الزمن، قام العلماء في بريطانيا بقياس جودة الحيوانات المنوية ونسبة الخصوبة في ذكور الكلاب، ووجدوا أنها انخفضت بنسبة 30% في أكثر من نوع. لكن التركيز الأكبر كان حول سبب ذلك، والذي يمكن أن يؤثر في البشر أيضًا، وهذا أمر خطير.
اكتشف الباحثون أن المواد الكيميائية الصناعية التي تُضاف في تغليف المواد الغذائية يمكن أن تكون مسؤولة عن ذلك. قال رئيس الفريق البحثي ”ريتشارد جي. ليا“، من جامعة نوتنجهام في المملكة المتحدة، أن الكلاب التي تشاركنا بيوتنا تتعرض لملوثات مماثلة كما نتعرض نحن، وهذا ما أدى لسوء جودة الحيوانات المنوية لديهم، مما عرض خصوبتهم للخطر.
في عام 1988، قرر ليا وفريقه رصد التغيرات في معدلات الخصوبة في الكلاب عن طريق تحليل عدد من الحيوانات المدربة في مركز لذوي الاحتياجات الخاصة في انجلترا. اُختبر عدد 232 من خمس أنواع أو سلالات مختلفة من الكلاب، في الفترة من بداية البحث وحتى عام 2014. كل كلب تقل جودة حيواناته المنوية يخرج من الاختبار.
عندما نظر الباحثون في نسبة الحيوانات المنوية الصحيّة، والتي لديها القدرة على السباحة في خط مستقيم، وجدوا أنها انخفضت بنسبة 2.4% سنويًا بين عامي 1988 و1998.
بمجرد خروج الكلاب التي قلّت جودة الحيوانات المنوية لديهم من المجموعة، وجد الفريق البحثي أن قدرة الحيوانات المنوية على الحركة الصحيحة استمرت في الانخفاض بنسبة 1.2% في كل عام من 2002 إلى 2014.
المشكلة الأكبر كانت، أن الباحثون وجدوا أيضًا آثار المواد الكيميائية في الطعام الكلاب، وهو ما افترضوا أنه السبب في حدوث مشكلة الكلاب، وهو أيضًا ما ينذر بخطر قادم على البشر، من حيث قلة جودة الحيوانات المنوية، وبالتالي التأثير على خصوبة البشر.
الشيء الأكثر إثارة للقلق هنا هو أن أكثر من 60 دراسة، على الرغم من إثارتها للجدل، سجلت انخفاضًا مؤخرًا في نوعية السائل المنوي الإنسان، في 53 عامًا بين 1938 و1991، وأن ثنائي الفينيل متعدد الكلور والفثالات الموجودين في كل مكان، وهما ما رُبط بينهم وبين كل من مشاكل الخصوبة والتشوهات الخلقية.
لكن، هذا الربط أيضًا يحتاج للمزيد من الاختبارات للتأكد من صحته، سواء في الكلاب أو في البشر.
المصادر:
