.
النشرة

دراسة: الهواء داخل المنازل يمكن أن يسبب أضرارًا على الصحة

كتب: أحمد حسين

العيش في البلدان المتقدمة، كالولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي، يعني أن معظم السكان لديهم متسع من استخدام وقود نظيف مثل الغاز الطبيعي لتدفئة منازلهم وطهي الطعام. أما السكان الذي يعيشون في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط لم يحالفهم الحظ.

لا يزال أكثر من ثلاثة مليارات شخص في العالم يستخدمون الوقود الصلب، الذي ينشر دخانًا ضارًا في الهواء، مثل الخشب ونفايات المحاصيل والفحم وروث الحيوانات، في إشعال النيران والمواقد لتدفئة منازلهم وطهي الطعام. وبما أن النساء والأطفال يقضون الكثير من الوقت بالقرب من هذه الأفران وسخانات المياه، فإنهم يتعرضون لأكبر قدر من خطر الإصابة بأمراض قلبية كثيرة لتعرضهم لدرجة عالية من الهواء الضار داخل المنازل.

في دراسة حديثة نشرت في دورية ”جمعية القلب الأمريكية“، درس الباحثون التعرض طويل المدى لتلوث الهواء داخل المنازل بين الناس الذين يعيشون في شمال شرق إيران _وهي منطقة مشهورة بوجود أعلى معدلات الإصابة بسرطان المريء في العالم_. وتشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أن التعرض طويل المدى لتلوث الهواء في الأماكن المغلقة يمكن أن يكون عاملًا هامًا لخطر النوبات القلبية والموت في حين حرق وقود أنظف يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

قال ”د. سوميت ميتر“، كبير الباحثين وزميل أمراض القلب والأوعية الدموية في مدرسة فاينبيرج بجامعة نورث ويسترن للطب في شيكاغو، أن التدخين ومنتجات التبغ وتلوث الهواء الخارجي يرتبطون دائمًا بأمراض القلب، لكن هذا البحث هو أول من عثر على خطر كبير ومتزايد للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والنوبات القلبية،  بسبب زيادة التعرض للهواء الملوث داخل المنازل من الكيروسين أو حرق الديزل.

حلل ميتر وزملاؤه التعرض للهواء الملوث في الأماكن المغلقة بين حوالي 50 ألف شخص يعيشون في شمال شرق إيران بين عامي 2004 و 2008. شملت مصادر التلوث داخل المنزل حرق الكيروسين، والخشب والديزل وروث البقر، والغاز الطبيعي. وطلب من كل مشارك ملء استبيان نمط الحياة الذي يقيس تعرضهم للتلوث الناجم عن الطهي والتدفئة طوال حياتهم. حلل الباحثون أيضًا ضغط الدم وبعض القياسات الأخرى.

الناس الذين صرّحوا بحرق الكيروسين أو الديزل كانوا أكثر عرضة للموت بـ6% من غيرهم في السنوات العشر المقبلة. وكانوا أيضًا أكثر عرضة للوفاة بـ11%  نتيجة لأمراض القلب والأوعية الدموية. أما الناس الذين استخدموا الغاز الطبيعي، من ناحية أخرى، هم أقل عرضة بنسبة 6% للموت بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بهؤلاء الذين يعتمدون على أنواع أخرى من الوقود. نصف سكان العالم يعيشون في الفقر ويحرقون الوقود للإضاءة والطبخ والتدفئة.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فحوالي 4.3 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يموتون سنويًا بسبب الأمراض الناتجة عن تلوث الهواء داخل المنازل. ترتبط ربع الوفيات المبكرة بالسكتة الدماغية، و17% منها حالات مبكرة من سرطان الرئة، ونصف الوفيات ترتبط بالالتهاب الرئوي بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5  سنوات، إلى سوء نوعية الهواء في الأماكن المغلقة.

لحسن الحظ، هناك خيارات للحد من تلوث الهواء في الأماكن المغلقة، منها تحسين جودة الوقود، والحد من استخدام بعض المواد الضارة في حرق الوقود. وتوصي وكالة حماية البيئة بعمل اختبار لغاز الرادون داخل المنازل، وهو غاز مشع يمكن أن يسبب سرطان الرئة. هذه الاختبارات غير مكلفة وهي الطريقة الأكثر فعالية لتحديد هذا الغاز عديم الرائحة والمذاق.

يمكن أيضًا تقليل انتشار العفن والحفاظ على بيوتنا خالية من التدخين. وتشمل الخطوات المفيدة الأخرى التأكد من أن أنظمة التهوية تعمل بشكل جيد، وتركيب أجهزة إنذار أول أكسيد الكربون. وقد أظهرت الأبحاث أن النباتات المنتشرة في جميع أنحاء المنازل والمكاتب يمكن أيضًا أن تحسن نوعية الهواء عن طريق التمثيل الضوئي.


المصادر:

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى