.
النشرة

دراسة: الإقلاع عن التدخين يُعدّل مستوى الدوبامين

كتب: أحمد حسين

توصّل الباحثون إلى بعض الأخبار المشجعة لجميع المدخنين الذين يفكرون في الإقلاع عن هذه العادة. حيث اكتشف الباحثون أن اختلالات الدوبامين في الدماغ الناجم عن استهلاك النيكوتين يتم عكسها تمامًا في غضون ثلاثة أشهر من الإقلاع عن التدخين.

وبصرف النظر عن فكرة أن التدخين لا يسبب تشوهات عقلية عالقة، تقدم الدراسة أيضًا أدلة على أن أولئك الذين يتوقفون عن التدخين لا يواجهون خطر الانتكاس.

نشرت هذه الدراسة في دورية الطب النفسي البيولوجي، حيث لاحظ الباحثون أن هذا الاكتشاف جاء كنوع من المفاجأة، لأنهم كانوا يعتقدون أن التعرض طويل الأمد للأشياء التي يمكن إدمانها مثل النيكوتين تنتج تغييرات دائمة في دماغ المستخدمين، مما يجعلهم أكثر عرضة  للعودة إلى هذه الأشياء حتى بعد التخلي عنها.

التدخين، على سبيل المثال، يتداخل مع إنتاج الدوبامين في منطقة في الدماغ تسمى العقد القاعدية (Basal Ganglia)، والتي تشارك بشكل كبير في السيطرة على تكوين العادات.

على الرغم من كفاح العلماء لفهم فكرة أن بعض الناس قد يكونوا أكثر عرضة للإدمان من غيرهم، إلا أن أحد النظريات العامة تقول أن هذه التأثيرات المؤقتة للنيكوتين تتسبب في نهاية المطاف في فقد الدماغ لقدرتها على تنظيم مستويات الدوبامين.

والدوبامين هو الناقل العصبي الذي يلعب دورًا مركزيًا في توليد مشاعر السرور والنشوة، وأي خلل به يمكن أن يدفع الناس لفعل مجموعة من السلوكيات الضارة.

فحص معدو الدراسة أدمغة 30 من المدخنين باستخدام تقنية تسمى التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، وقارنوا قدرة أدمغتهم على إنتاج الدوبامين إلى مجموعة من غير المدخنين. كشفت الفحوصات عن خفض إنتاج الدوبامين بنسبة من 15 إلى 20% في العقد القاعدية لمجموعة المدخنين.

وبعد إقلاع نصف هؤلاء المدخنين عن التدخين، أظهر المسح الذي فحص به الباحثون أدمغتهم بعد ثلاثة أشهر من الامتناع، أن مستويات الدوبامين عادت إلى وضعها الطبيعي، ومطابقةً لتلك الموجودة عند البشر الذين لم يسبق حتى لمس سيجارة.

بينما من الواضح أن هذا الخبر السار بالنسبة للأفراد المعنيين، لكنه أصاب الباحثون بدهشة من نوع آخر، لأنه يدحض واحدة من الفرضيات المهمة، والتي تقول أن الذين يقلعون عن التدخين يعودون إليه مرةً أخرى بسبب احتياجهم للنيكوتين لتعويض غياب الدوبامين. وحقيقة أن عجز الدوبامين يختفي بعد ثلاثة أشهر فقط، تقول أن هناك سببًا آخر يجذب المدخنين المقلعين مرة أخرى نحو التدخين.

المصادر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى