.
النشرة

القضاء على مرض السكر من النوع التاني في الفئران لشهور

كتبت: مها طـه

اكتشف العلماء علاج جديد يمكن أن يؤدي للوصول لعلاجات أفضل لمرض السكر في المستقبل، عن طريق حقن بروتين معين مباشرةً في أدمغة القوارض المُصابة بالنوع التاني من السكر، مما أدى للقضاء عليه لعدة شهور.

تم حقن الفئران بجرعة مُخفضة من الخلايا الليفية المُصنعة (عامل النمو 1-FGF1)، وهو البروتين المُحفز للنمو، المعروف بأنه يُخفض مستويات السكر في الدم، في الفئران المُصابة بالسكر، عند حقن هذه المادة للفئران، أنخفض مستوى السكر في الدم لمدة تصل إلى يومين، لكن عندما تم الحقن مباشرةً في الدماغ، كان لها تأثير ممتد بشكل كبير، حيث ظل سكر الدم منخفضًا لمدة 17 أسبوع.

وبالرغم من أنه لا يُعد علاجًا نهائيًا لمرض السكر، إلا أن هذا البحث يُعد خطوة كبيرة في مجال الأبحاث السابقة على الـFGF1، ولكن هذه النتائج يمكن أن تؤدي إلى علاج جديد لمرض السكر، عن طريق التركيز على دور المخ في تنظيم مستوى الجلوكوز في الدم، بدلًا من الاعتماد على الأعضاء والأجهزة الأخرى في الجسم.

قال ”جراد سكارليت“، أستاذ أمراض المعدة والأمعاء من جامعة واشنطن، أن العلماء توقعوا أن يعمل الدماغ بشكل جيد على الـFGF1، وذلك لأن المستقبلات الخاصة به تنتشر بشدة في المخ، وأضاف أنهم يعتقدون أن مرض السكر يمثل خلل في الدوائر العصبية في المخ، وما يقوم به الـFGF1 هو بناء هذه الدوائر لتحسين هذا الخلل الوظيفي.

فوجئ الباحثون بنتيجة هذا البحث، معتقدين أنهم ربما يروا نتائج متقاربة مع ما حصلوا عليه سابقًا، عند تجربة هذا البروتين على الفئران بحقنه في الدم، فقد توقع الباحثون ان يستمر مفعوله من يومين لثلاثة على الأكثر، والحقيقة أنه تجاوز ذلك بكثير ليصل لعدة شهور، ويعتقد الباحثون أن هذا التأثير كان نتيجة لتحفيز إعادة التشابك في الدوائر العصبية.

عند حقن أول فأر مُصاب بالسكر بهذا البروتين في الدماغ، لاحظ الباحثون زيادة في إنتاج البروتينات العصبية في الدماغ، مما عزز الاتصال في منطقة تحت المهاد، وهي المسئولة عن تنظيم الشهية والتمثيل الغذائي. تحسنت أجهزة الحيوان من حيث التخلص من الجلوكوز بعد وجبات الطعام، مما أدى لجعل مستويات السكر في الدم طبيعية.

وللتأكد من هذه النتائج، كرر الفريق التجربة على مجموعتين من الحيوانات، وقاموا بحقن حقنة واحدة من البروتين للمجموعة الأولى وللمجموعة الثانية، والتي كانت تتكون من فئران مولودة بمرض السكر من النوع الثاني، وتأكدوا من النتيجة مرة أخرى.

وعلى الرغم من هذه النتائج المبهرة إلا أنها تقتصر فقط على الحيوانات، ومن غير المحتمل قريبًا أن يُطرح علاج لمرض السكر من النوع الثاني عن طريق الحقن في الدماغ للبشر، ومع ذلك فإن هذه النتائج ستكون بمثابة مسار جديد للبحث عن علاج مستقبلي لمرض السكر.

وصرح ”مايكل شوارتز“، قائد فريق البحث وأستاذ الغدد الصماء، لصحيفة لوس أنجلوس تايمز، أننا ندخل عصر جديد فيما يخص علاج السكر باستخدام الإنسولين أو غيرها من العلاجات الأخرى، والذي من الممكن أن يؤدي لنقلة نوعية في العثور على علاجات أكثر فاعلية، عن طريق استهداف المخ.

وعلى الرغم من أن التوصل لتطبيق مثل هذا العلاج على البشر مازال أمامه سنوات من البحث والتأكد قبل اقراره، إلا أن الباحثون قالوا أنه ليس على المريض أن يعاني من حقنة في الدماغ، وأنه في الأغلب سيكون الحقن عن طريق بخاخات الأنف، والتي ستُحدث نفس التأثير.

المصادر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى