.
النشرة

جهاز يعيد لمرضى الشلل الأمل في السير على أقدامهم من جديد

كتبت: مها طه

قد يعود مرضى الشلل للسير على أقدامهم مرة أخرى دون الحاجة لإجراء جراحات المخ المفتوح، والتى تمثل خطورة كبيرة، وذلك بفضل فريق من الباحثين فى مجال الطب فى جامعة ملبورن، حيث قاموا بتطوير جهاز يقيس نشاط الدماغ من داخل الأوعية الدموية، ويقوم بنقل الإشارات العصبية التى يمكنها توجيه الأطراف أو الهياكل الخارجية الإلكترونية.

يتكون الجهاز من قطب كهربى متصل بدعامات فى حجم أعواد الثقاب، كالتى يتم استخدامها للحفاظ على الشرايين فى عمليات القلب المفتوح، الدعامات مصنوعة من التيتانيوم والنيكل، والتي تكون مضغوطة بإحكام ما يسمح بوضعها داخل القسطرة الضيقة.

يتم زرع الجهاز عن طريق الوريد الوداجى ”jugular vein“ في العنق، فى أحد الأوعية الدموية فى القشرة الحركية للمخ، وهي المنطقة التى توجه حركة العضلات الإرادية. بمجرد إدخال الجهاز فإنه يتمدد ويلتصق بالجدارن الداخلية للوريد، بحيث يسجل الترددات الكهربية المنبعثة من الأعصاب المحيطة، وينقل الإشارات لجهاز كمبيوتر، ويستمر الجهاز فى نقل الإشارات العصبية لمدة تصل لستة أشهر، فيتيح الحركة بحرية وسهولة.

قال المسئولان عن البحث أن هذا الجهاز يمكن أن يُستخدم فى حالات المرضى الذين يستعملون كراسى متحركة أو أطراف صناعية و هياكل خارجية، وأضاف ”توماس أوكسلى“، المسئول الأول، أن الجهاز يُعتبر بمثابة حبل شوكى إليكترونى، وحتى الآن فإن الجهاز ينقل الإشارات من خلال سلك، ولكن العلماء يقولون بأنه سيصبح لاسلكى.

الجهاز يهدف فى الأساس لمساعدة المرضى الذين يعانون من إصابات النخاع الشوكي، والذين يوجد منهم نحو 20 ألف مريض فى أستراليا فقط، ولكن الفريق قال بأن الجهاز يمكن تطبيقه على أمراض عصبية أخرى مثل الصرع والشلل الرعاش. قال قائد فريق البحث ”تيرى أوبراين“ أن تطوير هذا الجهاز يُعد بمثابة ”الكأس المقدسة“ فى مجال الأبحاث البيولوجية الإلكترونية.

وأضاف، أن تكون قادرًا على صنع جهاز يمكنه تسجيل نشاط الإشارات العصبية فى المخ، ولمدة طويلة دون التأثير على المخ أو إتلاف خلاياه يُعد تطور مُذهل فى الطب الحديث. فى أواخر 2017، سيتم تجربة الجهاز لأول مرة على المرضى المصابين بالشلل فى المستشفيات الملكية فى ملبورن وأوستن، وفى حالة نجاح التجارب يأمل الباحثون أن يتم طرح الجهاز فى الأسواق بحلول عام 2022.


المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى