.
النشرة

كوكب ”تؤام الزهرة“ الخارجي لا زال يحتوي على الأكسجين

كتبت: مها طـه

قبل تسعة أشهر من الآن، أعلن علماء الفلك عن اكتشاف أحد الكواكب الخارجية، ووصفوه بأنه تؤام لكوكب الزُهرة. أثارت ورقة بحثية جديدة إمكانية وجود أكسجين في الغلاف الجوي لهذا الكوكب، على الرغم من درجات الحرارة الجهنمية على سطحه، والتي تستبعد وجود أي احتمالات للحياة.

يُعد كوكب ”GJ 1132b“ من حيث الحجم والكتلة أكبر قليلًا من الأرض، وتتراوح درجة حرارته بين 120 و320 درجة مئوية. وفقًا لمعايير الأرض فهذه الدرجات تُعد مرتفعة بالنسبة للأرض، ولكنها أبرد قليلًا من معظم الكواكب الصخرية المُكتشفة حتى الآن.

يدور كوكب ”GJ 1132b“ حول نجمه في مدار يبعُد حوالي 2.2 مليون كيلومتر، وهو ما يُمثل 1.5% من المسافة بين الأرض والشمس. كوكب GJ 1132 هو كوكب أحمر قزم، ويتعرض لضوء أكثر بكثير من الذي تتلقاه الأرض.

يمر كوكب ”GJ 1132b“ أما النجم التابع له في كثير من الأحيان من وجهة نظرنا، ويرجع ذلك لقصر مداره، حيث يقع هذا الكوكب على مسافة 39 سنة ضوئية، وهي مسافة صغيرة بالمقاييس الفلكية، ويُعتبر هذا الكوكب قريب بما فيه الكفاية، ليعطي الفرصة للعلماء للكشف عن تكوين غلافه الجوي.

قامت طالبة الدراسات العليا ”لورا شايفر“ من مركز هارفارد – سميثونيان للفيزياء الفلكية بعمل نموذج لدراسة فرص العثور على الأكسجين، وكشفت ”شايفر“ من خلاله عن وجود محيط من المواد المنصهرة (الماجما) خلال مراحل تطور الكوكب، وهو ما أثر في غلافه الجوي.

بعض من الأكسجين الأولي على الكوكب تم امتصاصه عن طريق محيط الصهارة، لكن شايفر قالت بأن حوالي 10% فقط من أكسجين الكوكب هو ما تم امتصاصه بهذه الطريقة، أما الجزء الأكبر منه فقد هرب للفضاء، على الرغم من أن هذا الكوكب يمتلك جاذبية أقوى من الأرض، ومع ذلك فإن النموذج الذي صممته ”شايفر“ يطرح العديد من السيناريوهات التي تؤكد بقاء نسبة من الأكسجين على سطحه، على الرغم من وجود نسبة قليلة من بخار الماء في غلافه الجوي.

قالت ”شايفر“ أن وجود الأكسجين على الكواكب الأكثر برودة يعني احتمالية وجود حياة على سطحه، أما في حالة هذا الكوكب الحار، فوجود الأكسجين يعتبر دليل على العكس تمامًا. قال دكتور ”روبين وردسورد“، المؤلف المشارك في الدراسة، أن هذه هي المرة الأولى التي يُكتشف يها الأكسجين على كوكب صخري خارج المجموعة الشمسية.

الكواكب الثلاثة  الموجودة في نظام TRAPPIST-1، والموجودة على مسافة متماثلة تقريبًا، وهو ما يعني وجود فرص يمكن أن تكون أفضل لوجود الأكسجين، وذلك لوجود جزيئات أقل في الطاقة في الغلاف الجوي، ما يجعل فرص هروبها أقل.

دراسة الكواكب المماثلة لـGJ 1132b يمكنها أن تساعد على فهم تطور كوكب الزُهرة، وهو ما يُعد لغز بالنسبة للعلماء، حيث أن كوكب الزُهرة تقريبًا لا يمتلك أي أكسجين جزيئي، على الرغم من وجود جزيئات ماء يُمكنها الانشطار، فيتبقى الأكسجين ويهرب الهيدروجين للفضاء.

المصادر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى