.
ليه وإزاي؟

تطعيم الموجات الصوتية!

كتبت: مها طه

يوم التطعيم هو دايمًا اليوم اللي بيفكرك بألخوف وألم الحُقن والممرضة أو الدكتور اللي وشه مفيش عليه أي تعابير غير إنه عاوز يخلص منك عشان ياخد اللي بعدك. في كتير من البشر أصلًا بيكرهوا التطعيمات بسبب كرههم للحٌقن، وعشان العلم مش بس مهتم بتطوير الدواء واللقاح، اهتم بتطوير الطريقة اللي هناخد بيها الدواء أو اللقاح.

عشان كده في مجموعة من الباحثين الأستراليين طوروا شكل جديد من الموجات الصوتية، عشان تبقى هي الطريقة الجديدة في تعاطي الأدوية واللُقاحات وتوصيلها لمجرى الدم بأسهل طريقة ممكنة، وده بيفتح الباب لفكرة العلاج بالخلايا الجذعية، لأن الموجات دى رقيقة لدرجة إنها ممكن تُستخدم فى التطبيقات الطبية الحيوية زى مثلًا التلاعب بالخلايا الجذعية  وتوصيلها للمكان المناسب من غير ما يتم تدميرها.

الموجات الصوتية دي عبارة عن نوعين من الموجات تم دمجهم مع بعض، عشان نستفيد من مميزات النوعين. أولًا، موجات ضخمة، ودي موجات بتشبه الموجة اللي بنتنُج لما تنفض السجادة!، لما بتمسك السجادة من طرف وتسيب الطرف التاني، فتتنقل الحركة، أو بمعنى أدق الطاقة الحركية على طول السجادة. الموجات دي بيكون ترددها عالي، ومداها طويل.ثانيًا، موجات سطحية، زي الموجات اللي بتبقى موجودة على سطح المحيطات من غير ما تؤثر على العمق تحتها. ودي موجات بيبقى ترددها منخفض مداها قصير، الجمع بين النوعين من الموجات فى موجة واحدة هاينتج موجات قوية ترددها عالي لكن مداها قصير.

اللقاح أو الدواء هيتنقل في الموجات دي عن طريق إنه يتحط في الجهاز اللي هيقوم ببث الموجات، وكنتيجة للتردد العالي للموجات، جزيئات الدواء أو اللُقاح هتتحرر، وفي الحالة دي يُمكن استنشاقها بمُنتهى السهولة، وبالتالي يوصل الدواء أو اللقاح بشكل أسرع بكتير لمجرى الدم، وبالتالي تكون فاعليته أكبر، وده اللي قام بتجربته العلماء دول، ومن خلال التجربة قدروا يحددوا مدى فاعلية الجهاز ده في نقل جزيئات الدواء.

الموجات الصوتية السطحية سبق استخدامها فى ضخ وخلط السوائل لكن ده كان على مستوى محدود لحد دلوقتي، لأنها بطيئة جدًا، وكان كل ما تزيد طاقة الموجات دي، كل ما كان الجهاز اللى بيصدرها غير مستقر، وبالتالي لما تم إضافة الموجات الضخمة في الموضوع، فده زوّد استقرار الجهاز، وبالتالي بقى من الممكن زيادة قوة الموجات.

الجهاز الجديد قصر الوقت اللازم لاستنشاق لقاح معين من 30 دقيقة لـ30 ثانية بس، الجهاز ده فتح الباب لإمكانية استخدام الخلايا الجذعية بشكل أكتر كفاءة فى علاج أمراض الرئتين، كما إنه هيخلى من السهل توجيه الخلايا الجذعية لخلايا معينة فى الرئة عشان تعالج التلف فيها، ولو ده تحقق هيبقى إنجاز كبير جدًا فى مجال استخدام الخلايا الجذعية فى علاج الرئتين.

الموجة المهجنة (الناتجة عن الجمع بين نوعين الموجات) بتُعتبر موجات قوية، بمعنى إنها تقدر تنقل الدواء أو اللقاح ده بمعدل 5 مللي/الدقيقة بدل ما كان معدلها 0.2 مللي/الدقيقة وده طبعًا فرق كبير جدًا.

فى جهاز جديد تم اختراعه اسمه ”هيدرا“، للاستفادة من الأبحاث دي، الجهاز ده بيحول الطاقة الكهربية لموجات صوتية مهتزة، الموجات دي هي اللي بيتم استخدامها فى تحويل جزيئات السائل لجزيئات غازية يمكن استنشاقها، الجهاز ده بيحسن من فاعلية الجهاز المستخدم فعليًا فى معهد ميلبون الملكى للتكنولوجيا، واللى بيُستخدم فى حالات مرضى الربو من الأطفال لإعطائهم جرعات من الأدوية بدون الحاجة للحقن.

المصدر:

onlinelibrary

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى