.
النشرة

طريقة علمية جديدة لتحديد الكواكب الغريبة التي تصلُح للحياة

كتبت: مها طـه

أشارت دراسة جديدة إلى أنه عندما يتعلق الأمر بالعثور على الكواكب الصالحة للحياة، فقد يكون عددها أقل بكثير من المُتوقع، فوفقًا للبحث فإن التقديرات الحالية للسكن على الكواكب تعتمد على ما يُسمى منطقة الاعتدال _ما يعني أن تكون هناك مسافة مناسبة بين الكوكب والشمس للمحافظة على الحياة_، دون أخذ عامل آخر في الاعتبار بالغ الأهمية ولازم لوجود مظاهر للحياة على الكوكب، وهو درجة الحرارة الداخلية للكوكب عند تشكُله.

قال ”جون كورينجا“، الجيوفيزيائي في جامعة ييل، أن المشكلة لا تكمُن في منطقة الاعتدال نفسها بل في فهمنا لكيفية تنظيم الكواكب لدرجة الحرارة من خلال عملية تُسمى الـ”mantle convecti“. تُعتبر الكواكب داخل منطقة الاعتدال صالحة للسكن حيث أنها تقع على المسافة الصحيحة من الشمس، وذلك ما يعني توافر الماء على سطحها، وبالتالي صلاحيتها للحياة.

فوجود الماء على سطح كوكب ما يتحدد ببعده أو قربه من الشمس، فإذا كان قريبًا جدًا ارتفعت درجة الحرارة وتبخر الماء، وإذا كان بعيدًا جدًا انخفضت درجة الحرارة وتجمد الماء على سطحه،  ولذلك يمكن القول بأن وجود الماء على الكوكب يتوقف على درجة حرارة الكوكب نفسه.

ولكن هناك عامل آخر يمكن أن يؤثر على درجة حرارة سطح الكوكب وهو الـmantle convection والذي يصف كيفية تحكُم الحركات التكتونية للكوكب بالتناوب على رفع وخفض درجة حرارة الداخلية للكوكب، وذلك عن طريق تحرك الصخور فتفرق الحرارة أو تُجمعها.

اعتقد العلماء سابقًا بأن معظم الكواكب قادرة على ضبط درجات الحرارة عن طريق هذه الآلية، والتي يُمكنها بالفعل في بعض الكواكب حفظ درجة الحارة اللازمة للحياة، ولكن ما أشار إليه ”كورينجا“ في دراسته، هو أن درجة الحرارة الداخلية الأولية للكوكب عند التشكُل، يكون تأثيرها أكبر بكثير من تأثير هذه الدورة على التنظيم الذاتي لدرجة الحرارة بعد ذلك.

حيث أنه عند تطبيق هذا البحث على الأرض، نجد أن درجة الحرارة الداخلية للأرض كانت هي المؤثرة بالمقارنة بالـmantle convection، ولذلك فمن غيرالمُرجح أن تتأثر بها الكواكب الشبيهة بالأرض، وهذا يعني أن وقوع الكوكب في منطقة الاعتدال حتي يعتمد بشكل أساسي على درجو الحرارة الأولية للكوكب في شكله الأولي.

أضاف ”كورينجا“ شارحًا، أن الكثير من الدراسات تشكيل الكواكب تقترح أن الشكل الأرضي تكون عن طريق آثار ضخمة ومتعددة للمادة الكونية، ونتائج هذه العملية العشوائية أعطى الأرض الكثير من التنوع. فإذا كان ما توصل إليه ”كورينجا“ صحيحًا، فذلك يعني أن العديد من الكواكب الخارجية التي يجدها العلماء صالحة للحياة لمجرد وجودها في منطقة الاعتدال، قد لا تكون كذلك، وهو ما يُصعب أكثر من مهمة العلماء في البحث عن الحياة خارج هذا الكوكب.

المصادر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى