.
ليه وإزاي؟

بلاش تكلم نفسك هتتجنن

كتب: أحمد حسين

تقف في حجرتك، وتحدث نفسك بشيء تريد فعله غدًا، أو تحمس نفسك لأداء أسطوري في مبارة اليوم، إذا فعلت ذلك فلابد وأنك سمعت جملة ”ماتكلمش نفسك علشان هتتجنن“ في وقتٍ ما، ولا أعلم من أطلق هذه الأسطورة، لكنها غير حقيقة .. إلى حدٍ ما.

هل الكلام مع النفس بصوتٍ عالٍ أمر مُضر؟ تقول ”د. ليندا سابادن“ كاتبة حاصلة على دكتوراه في علم النفس أن الكلام مع النفس لا يعني الجنون، بالعكس، يمكنه أن يكون مفيدًا في كثيرٍ من الأحيان، فلا يوجد ما يضر في مدح نفسك _بشكلٍ طبيعي_ بعد إنجازك لعمل مهم، أو إعطاء نفسك بعض الحماس المطلوب لأداء مهمة أو للعب مبارة تؤهلك لبطولة عالمية مثلًا.

توضّح ”د. سابادن“ هذا الأمر بأن الكلام مع النفس بصوتٍ عالٍ يمكنه تنظيم الأفكار، ووضع الخطط، وتحديد الأهداف بشكلٍ أفضل. فالدراسات التي أجريت على الأطفال تقول أن الأطفال يتعلمون بشكلٍ أفضل عندما يُحدثون أنفسهم بما يحاولون تعلمه، فعندما طلب العلماء من الأطفال القيام بمهمة صعبة، مرة بالحديث مع أنفسهم، ومرة بدونه، كان أداء الأطفال في القيام بالمهمة أفضل عندما كانوا يتحدثون مع أنفسهم.

عندما نكبر، نبدأ في جعل محادثات النفس داخلية، فننظم أفكارنا ونشجع أنفسنا دون أن ننطق بكلمة، لكن هذا لا يعني أننا لا نحدث أنفسنا في لحظات معينة. في عام 2001 أجريت دراسة على مجموعة من البالغين من سن 18 إلى 23، وتمت مواجهتهم بمشكلة سهلة، ومشكلة أصعب قليلًا، ومشكلة صعبة جدًا. جميع المشاركين تحدثوا مع أنفسهم في وقتٍ ما، وبالتحديد عندما واجهتهم المشكلات الصعبة، والسبب في ذلك أن التحدث مع النفس يساعدك على حل المشكلات الصعبة التى تحتاج إلى التركيز فيها وترتيب خطوات الحل.

إذن فالكلام مع النفس شيء غير مُضر وصحي جدًا، فلماذا يتم إعتباره شيء من الجنون أو المرض العقلي؟ السبب في ذلك أنه من ضمن أعراض بعض الأمراض العقلية كالهلاوس والشيزوفرينيا الكلام مع النفس، لكن هناك فرق، فالمصاب بمرض عقلي لا يتحدث مع نفسه من باب ترتيب الأفكار أو تشجيع الذات، بل يتخيل شخصًا ما أمامه ويحدثه ويتجاوب مع عندما يأمره بشيء مثلًا.

في النهاية، إذا وجدت أحدًا ما، يُحدث نفسه بأشياء تخص حياته، سواء بتشجيع نفسه أو بترتيب أفكاره، فاترك له مساحته الشخصية الخاصة. أما إذا وجدت شخصًا يتحدث وكأن هناك من يرد عليه ويبادله الحديث فعليك نصيحته بالذهاب إلى الطبيب، أو أطلب انت الطبيب بسرعة.


المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى