.
النشرة

النباتات ستتكيف مع الاحتباس الحرارى وتنتج كربون أقل

كتبت: مها طه

أظهرت دراسة نُشرت هذا الأسبوع أن الأشجار ستُنتج نسب أقل من الكربون فى الغلاف الجوي كنتيجة لتغير المناخ، بينما قدمت دراسة أخرى نظرة أكثر إيجابية عن دور النباتات فى محاربة الارتفاع المستمر فى درجات الحرارة.

لطالما تم اعتبار الأشجار مساهمة فى ارتفاع درجات الحرارة فى المستقبل، على الرغم من أنها تستخدم ثانى أكسيد الكربون فى النهار لتقوم بعملية البناء الضوئى، إلا أنها ليلًا تتنفس الأكسجين وتُنتج ثانى أكيد الكربون، وتحدث عملية التنفس على نطاق واسع. فالنباتات فى جميع أنحاء العالم تُنتج نحو 60 مليار طن من ثانى أكيد الكربون سنويًا أي ما يعادل ستة أضعاف ما ينتجه البشر عند حرق الوقود الأحفورى.

كلما ارتفعت درجة حرارة الهواء، تتنفس الأشجار بشكل أعمق، وبالتالي تزداد انبعاثات الكربون. النماذج المناخية افترضت سابقًا أنه إذا تضاعفت درجة الحرارة، فإن معدل تنفس الأشجار سيزداد للضعف أيضًا، ولكن الدراسة الجديدة التى قام بها فريق بحث دولي، والتي نُشرت هذا الأسبوع فى دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم، تقترح أن هذه الزيادة فى معدل تنفس النباتات لن تكون بهذا الشك الكارثى.

قال ”كيفن جريفين“، أخصائى علم النبات فى جامعة كولومبيا والمؤلف المشارك فى الدراسة، أن المنحنى الذى توقعه العلماء سابقًا لن يكون بهذه الحدة بل أقل من هذا، وأضاف أنه مع هذا النموذج الجديد يتوقع العلماء أن بعض النظم الإيكولوجية تنتج نسب أقل من الكربون كنناتج لعملية التنفس عما كانوا يعتقدون سابقًا.

للكشف عن هذا قام الباحثون بتعريض الأوراق للحرارة وتحليل النتائج فى مناخات و ظروف مختلفة فى جميع أنحاء العالم، شملت مواقع الاختبار التندرا فى ألاسكا والغابات الشمالية فى السويد والمناطق المدارية فى بيرو والسافانا فى ولاية تكساس وأستراليا، وأشارت النتائج إلى أنه على الرغم من الأشجار استجابت بشكل سريع لارتفاع درجات الحرارة، وأنتجت المزيد من ثانى أكسيد الكربون، إلا أنها فى النهاية تأقلمت على هذا الارتفاع و بدأت هذه الاستجابة السريعة فى التناقص تدريجيًا. كانت الأشجار فى المناخات الباردة أسرع فى تثبيتها لمعدل تنفسها، على سبيل المثال، تشير النتائج إلى أن الاستجابة على المدى الطويل من الأشجار فى المنحدر الشمالى فى ألاسكا، كانت أقل بنسبة 28% من التقديرات الحالية.

أشارت دراسة أخرى، نُشرت الأسبوع الماضى فى مجلة ”Nature“ أن قدرة النباتات على التأقلم على التنفس فى ظروف درجات الحرارة المرتفعة أعلى مما كان يُعتقد سابقًا، وبقيادة ”بيتر رايش“، من جامعة مينيسوتا، قامت الدراسة بقياس معدلات تنفس أشجار الغابات فى أمريكا الشمالية فى ظل ارتفاع درجات الحرارة على مدى خمس سنوات.

أظهرت النتائج أن الأشجار بدأت تتأقلم و ازداد معدل تنفسها بمعدل 5% فقط، مقارنة بالزيادة المتوقعهة والتى كانت تصل لـ 23%، وهو ما يعنى أن النباتات خفضت من إنتاجها على المدى الطويل إلى حد كبير، وقالت ”مارى هيسكيل“، من مختبر ماساتشوستس البيولوجى البحرى، والمؤلفة الرئيسية للدراسة التى توقعت تأثير الأشجار على تغير المناخ، أن هذه النتائج لها عواقب مهمة، ولكن دورة الكربون فى العالم معقدة بشكل لا يُصدق، وقال الباحثون أن انخفاض نسبة الكربون الناتجة عن نظام إيكولوجى واحد، يمكن أن تتسبب فى زيادته فى أى مكان آخر _النظم الإيكولوجية تسعى دائمًا للتوازن_.

علق ”جريفين“ على هذا، بأننا الآن لدينا طريقة أفضل لتقدير عملية واحدة ولكنها فى النهاية تظل عملية واحدة، وأن النظام برمته معقد جدًا وأى تغيير طفيف فى التوازن بين جزء وآخر يمكن أن تنتج عنه نتائج كبيرة جدًا، وهو التحدى الذى تواجهه الكرة الأرضية كلها.


المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى