العلاج بالخلايا الجذعية يعيد البصر لسيدة كفيفة
كتبت: مها طه
استعادت السيدة ”فانا بلتون“، من مدينة بالتيمور فى ولاية ميريلاند الأمريكية، بعض من بصرها بعد خضوعها لعملية جراحية حيث تم حقنها بخلايا جذعية مُستخرجة من نخاع عظامها، فى شبكية العين اليمنى والعصب البصرى للعين اليسرى، وقد عانت ”بلتون“ من العمى لأكثر من خمس سنوات.
وقالت “بلتون” أنها عندما أدركت أن باستطاعتها رؤية اللافتات فى الشارع، بدأت فى التجول بالحي الذى تقطن به لتقرأها، حيث أن هذه المرة الاولى التى ترى فيها الحى منذ عام 2009، وأصبحت الآن تتنقل بدون الحاجة لاستعمال العصا.
عملية استعادة “بلتون” للبصر لافتة للنظر بالتأكيد، ولكنها محيرة بشكلٍ لا يصدق أيضًا. لم يصدق الطبيب ”جيفرى ويس“، الذى أجرى العملية باستخدام الخلايا الجذعية، النتائج، ولا يملك تفسيرًا لهذا النجاح، حيث أن ”ويس“ لم يتبع الخطوات المعتادة فى مثل هذا النوع من التجارب، فهو لم يختبر نظريته على حيوانات المختبر أو استخدم نموذج محاكاة عن طريق الكمبيوتر، ولم يتم التأكد من اختبارات السلامة على مجموعات صغيرة قبل الانتقال للتجربة على نموذج أكبر. قال ”ويس“ أنه لم يلجأ للطريقة التقليدية في مثل هذا النوع من التجارب لأنها تأخذ الكثير من الوقت.
كان على ”ويس“ أن يقوم بتسجيل تجاربه على البشر مع المعاهد الوطنية الامريكية للصحة (NIH)، ويتطلب هذا الأمر عادةً موافقة إدارة الغذاء والدواء (FDA)، على أى دواء جديد أو موجود بالفعل قبل تجربته على البشر، وهنا تكمن المشكلة حيث أن الخلايا الجذعية لا تُصنف كدواء، لأنه يتم استخراجها من جسم المريض، وتجرى عليها معالجة بسيطة، ويتم استخدامها على نفس المريض، ولذلك اجتاز ”ويس“ الحصول على الموافقة لتسجيل تجاربه فى (NIH).
يمارس ”ويس“ أبحاثه بشكل حر حيث أنه لا يدرس فى جهة بحثية أو جامعة ما، ولذلك فهو الآن حر فى الحصول على حوالى 20 ألف دولار للمريض الواحد، مقابل إجراء العملية بالخلايا الجذعية، كما أنه لا يقدم أى وعود بالشفاء لمرضاه، ولكنه أكدّ أن 60% من مرضاه الـ278، والذين أُصيبوا بالعمى نتيجة للإصابة بأمراض مثل المياه الزرقاء، قد استعادوا بعض من بصرهم بعد إجراء العملية.
لا يمكن إنكار أنّ هذا الإجراء أعاد الإبصار ولو بشكل جزئي للمرضى، ولكن حاليًا يقوم العديد من الباحثين بأبحاث لفهم جدوى استخدام الخلايا الجذعية فى علاج العمى فى ضوء حالة ”بلتون“، وفى محاولة لفهم تأثيرها بشكل دقيق.