”الدورة الشهرية “ التي لا يجب ذكر اسمها!
كتبت: مها طه
”وحدكِ كالملكة تنتظرين الفارس المغوار، الذى سيواجه الصعاب من أجلكِ، فإذا لم يأتِ تذبلين ويأتيكِ الموت، لتُشَيّعي فى جنازةٍ ملكية مهيبة، فتُزفىن للموت فى مشهدٍ يحمل الكثير من البهاء والألم والدماء، إنها أنتِ أيتها البويضة، إنها أنتِ يا مصدر الحياة“.
من بين كلام العلم وكلام الدين وحتى كلام الأمهات، بالنسبة لي كان الكلام ده هو الوصف الأجمل والأمتع اللي بيوصف الدورة الشهرية، اللي بتحل كضيفة على كل ست وبنت فى العالم، من سن تقريبًا 13 نسة لحد 50 سنة، وعشان أهميتها الحيوية وعشان وجودها في حياة كل بنت وست كان لازم نفهمها ونفهم طبيعتها.
إيه هي الدورة الشهرية؟
من وجهة نظر العلم الدورة الشهرية هى مجموعة من التغيرات الهرمونية اللي بتحصل فى جسم الأنثى عشان يبقى مؤهل لحدوث الحمل. شهريًا الرحم بيستعد لحدوث الحمل عن طريق إنه ينمي بطانته بشكل كبير، عشان يبقى جاهز لاستقبال البويضة المُخصبة اللي مفروض تنغمس في البطانة دي، وتنمو وتكون الجنين.
فى حالة إنه ماحصلش حمل، الرحم بتحصل فيه انقباضات قوية، وبيطرد البطانة اللي تكونت طول الشهر بره الجسم، وتنزل فى شكل نزيف دموى، بيستمر من 3 لـ 5 أيام، والحقيقة إن الدورة الشهرية بتحصل تحديدًا كل 28 يوم، لكن المدة دى ممكن تبقى أطول أو أقصر من كده، وده بيختلف من أنثى للتانية على حسب دورة الهرمونات.
الهرمونات هى المتحكم الأساسى فى حدوث الدورة الشهرية، وده بيتم عن طريق تحفيز من المخ، بيأثر على الغدة النخامية اللي بتبعت إشارات هرمونية للمبايض والرحم عشان يستعدوا للحمل، الهرمونات اللى بتتحكم فى دورة الطمث أو الدورة الشهرية عبارة عن 4 هرمونات أساسية بيشتغلوا كلهم مع بعض، وعن طريق التنسيق بينهم كل واحد فيهم بيقوم بدوره.
الهرمونات الأربعة هى: الإستروجين، البروجسترون، الـLH، والـFSH.
الإستروجين والبروجسترون بتفرزهم المبايض وهما أصحاب الدور الأساسى فى نمو بطانة الرحم وزيادة الإمداد الدموى فيها، أما FSH وLH بيكون إفرازهم من الغدة النخامية ودورهم الأساسى بيكون إنضاج البويضة وتحريرها من المبيض، عشان تدخل الرحم وتنتظر وجود الحيوان المنوى وحدوث الإخصاب.
أى خلل بيحصل فى دورة الهرمونات دي بيأثر بشكل مباشر على انتظام الدورة الشهرية واللي طبعًا له علاقة مباشرة بالخصوبة والقدرة على الحمل. غالبًا عدم الانتظام ده بيبقى السمة الأساسية المرتبطة بأول حدوث للدورة الشهرية فى سن المراهقة المبكر_ من سن 11 لحد 14_أو قرب انتهائها مع الوصول لسن انقطاع الطمث_من سن 39 لحد 50_، وعشان كده دايمًا بيتم اعتبار السن المناسب للحمل هو ما بين 18 و38 سنة، لأنه قبل السن ده أو بعده بتبقى دورة الهرمونات غير منتظمة بالإضافة لضعف قدرة الرحم على حمل جنين لمدة 9 شهور.
ولأن الدورة الشهرية هى عملية هرمونية فى الأساس، فهى بتتأثر كمان بعوامل تانية، زي انخفاض نسبة الدهون فى الجسم عن المعدل الطبيعى (من 17 لـ22%)، سواء كان الانخفاض ده طبيعى فى الجسم أو إنه نتيجة لخسارة الوزن بشكل كبير، وقبل ما نفرح أوي فالحقيقة إن كمان زيادة الوزن عن المعدل الطبيعى بتأثر فى انتظام الدورة الشهرية، ده غير إنها أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بتكيس المبايض.
الطبيعة الفسيولوجية للأنثى مرتبطة دايما بالألم
لو إنتِ بنت أو ست و بتقرأي المقال فأكيد مش محتاجة أتكلم عن آلام الدورة الشهرية اللي كلنا عارفينها، لكن لو حضرتك راجل فيجب التنويه هنا لإن الستات فعلًا بيتعبوا. ما قبل الدورة الشهرية، يكفى إننا نقول إن الإنثى بتحس بتعب من قبل ميعاد دورتها بأسبوع، الأعراض فى الوقت ده بيكون معظمها نتيجة التحفيز الهرموني، فمثلًا بيكون عندها شعور بالتوتر والضيق وأحيانًا الغضب على أتفه الحاجات _صدقني مش بإيدينا_ ده غير إن الجسم بيبدأ يحبس كمية من المية جواه وده بيحسس البنت أو الست بالانتفاخ، ده كله بالإضافة لظهور الحبوب واللي غالبًا بتبقى فى الوش، بالإضافة للإحساس الطبيعي بالتعب والإرهاق.
أثناء الدورة الشهرية
اللي فوق ده كله بيحصل لمدة أسبوع قبل نزول دم الحيض، أما بقى مع بداية أول أيام الحيض، فجسم الأنثى بيستعد عشان يتخلص من بطانته، وده بيحصل عن طريق انقباضات متتالية فى الرحم، تخيل معايا إنك بتحاول تتخلص من نسيج داخل جسمك، عادة و عند معظم البنات والستات بيكون مصاحب للعملية دى ألم وتشنجات فى البطن والظهر وبيمتد الألم ده للساقين، غالبًا بتمتد الآلام دى لأول يومين فى الطمث، ويكفى إننا نقول إن التعريف العلمى للطمث، هو ”نزيف“ دموى من الرحم.
نهاية الطمث وسن اليأس
من أكتر الكلمات الغير دقيقة والمؤذية نفسيًا هو مصطلح ”سن اليأس“، لأن مفيش سن محدد لليأس أو حتى للكبر، لكن الوصف الدقيق له، إنه سن انقطاع الطمث. الحقيقة إن انقطاع الطمث بيحصل لأن الإنثى ومن لحظة ما بتتولد، بيبقى عندها فى المبيضين مخزون من عدد محدود ومعين من البويضات، غالبًا بيكون فى حدود 400 بويضة، وده على عكس الذكر اللى بيتولد بعدد غير محدود من الحيوانات المنوية، فالذكر بيتولد بخلايا مولدة للحيوانات المنوية، وبيحصل الانقسام داخل الخصية قبل خروج الحيوانات المنوية مباشرةً.
الحيوانات المنوية عددها بيكون بالملايين فى المرة الواحدة، فمثلًا الذكر اللى بيُنتج أقل من 20 مليون حيوان منوي فى المرة، بيُعتبر عقيم، وده لأن الحيوانات المنوية بتمر برحلة كبيرة لحد ما توصل للبويضة، أما البويضة ولأنها بتبقى واحدة بس _غالبًا_ كل شهر، فكل مبيض بيُنضج بويضة بالتبادل مع المبيض التاني شهريًا، يعنى المبيض اليمين مرة، والمبيض الشمال مرة كل 28 يوم تقريبًا.
اللي بيحصل إنه وبعد سن معين عدد البويضات ده بينتهي، وهنا بتتوقف عملية الطمث، طبعًا توقفها بيأثر على الهرمونات، لأنها بتُفرز لكن بيبقى مفيش استجابة من المبيضين، وده بيفسر حالة الغضب والاكتئاب والقلق اللي بتصيب السيدات مع انقطاع الطمث، انقطاع الطمث لا يعنى أبدًا توقف الحياة ولا فقدان الأنوثة، لكنه إعلان لإنه حان وقت الراحة من ألم استمر تقريبًا لمدة 30 سنة تقريبًا، كان الهدف منه هو خلق الحياة، وهنا لازم نقول لكل بنت وست، افتخرى بكونك أنثى، من غير ألمك الشهرى لا يمكن تستمر الحياة، ربنا كرمك وجعل فى رحمك سر الوجود. وده اللي هنتكلم عنه فى المقال الجاي، استنونا.
المصادر