التوتر فيــه سم قاتــل!!
كتبت: مها طه
التوتر ضيف تقيل علينا، ووجوده شبه دائم في حياتنا اليومية. كلنا بنتوتر وكلنا عندنا أسبابنا المختلفة، اللي متوتر بسبب امتحان، واللي متوتر عشان عاوز يسلم الشغل فى ميعاده، كلنا متوترين بشكل ما ولسبب ما! لو جينا نعرّف التوتر هنقول إنه نوع من المشاعر بنحسه لما ندخل فى تحدي أو لما بيتم تحميلنا بأعباء كبيرة، لكن فى الحقيقة هو أكتر بكتير من كونه مجرد شعور بنحسه، التوتر هو نوع من الاستجابة الجسدية اللى بتنتقل للجسم كله.
على المدى القصير الشعور بالتوتر ممكن يبقى محفز عشان الجسم يقدر ينجز المطلوب منه لكن المشكلة بتبدأ لما الشعور ده بيطوّل معاك أو يتكرر بشكل كبير وعلى فترات قريبة، استجابة جسمك البدائية للتوتر مش بس بتعمل تغيرات فى مخك، لأ دي كمان بتدمر أجهزة وأعضاء وخلايا تانية فى جسمك.
التوتر هيجيب لك الضغط
في غدة موجودة فوق الكليتين اسمها ”الغدة الكظرية أو الفوق كلوية“ الغدة دي اللي بتفرز هرمونات التوتر والكورتيزول والأدرينالين والنورأدرينالين فى الدم، وبالتالي بتوصل لكل خلايا جسمك، وطبعًا بتوصل بسهولة لقلبك وأوعيتك الدموية. الأدرينالين بيسرع ضربات القلب، وبيزود ضغط الدم عشان يجهز جسمك لحالة الدفاع عن النفس ضد الموقف اللي بتتعرض له، زيادة ضغط الدم على المدى الطويل بتؤدى إلى الإصابة بمرض ”الضغط العالي“.
الكورتيزول كمان ممكن يغير شكل الخلايا المُبطنة للأوعية الدموية، وبالتالي ماتقومش بوظيفتها الطبيعية، وحاليًا العلماء بقوا بيعتبروا دي المرحلة الأولية للإصابة بتصلب الشرايين_ يعنى الخلايا المُبطنة يزيد سُمكها وبالتالي تؤثر على مرونة الشريان وعلى سريان الدم فيه_ أو الإصابة بانسداد الشرايين مع وجود الكوليسترول، كل التغيرات دي ممكن تزود فرص الإصابة بالأزمات القلبية والجلطات.
طلب اللجوء السياسي في التلاجة!
لما مخك بيحس بالتوتر، بيزود نشاط جهازك العصبى اللاإرادي ومن خلال شبكة الإتصال العصبى دي المخ بيوصل الإشارة العصبية دي للجزء المسئول عن الهضم والأمعاء في المخ، فيبدأ يحس إن عصافير بطنك بتصوصو وعشان كده ناس كتير لما بتتوتر بتاكل، ومش بس كده ده ممكن يعملك مشاكل فى حركة المعدة والأمعاء نفسها، وطبعًا فالهضم هيتأثر جدًا وهتزيد حساسيتك للأحماض فتحس بحرقان فى المعدة وسوء هضم. التوتر ممكن يغير تركيب ووظيفة البكتريا الموجودة فى قناتك الهضمية، وده هيأثر برضه على عملية الهضم وعلى صحتك العامة كلها.
فى الأخر إحنا ممكن نقول إن بإختصار التوتر المزمن ده هيخلي وزنك يزيد أكيد لأن بالإضافة لكل ده فهرمون ”الكورتيزول“ بيفتح نفسك على الأكل جدًا لأنه بيقول لجسمك إنك محتاج تشحن طاقتك عشان تقدر تواجه الموقف أو حتى تهرب منه بصنعة لطافة، كمان الكورتيزول مش بيقول لجسمك يشحن طاقته بأي أكل والسلام، لا ده بيخلى جسمك يفضل الأطعمة الدسمة والكربوهيدرات عشان تدي لجسمك نوع من الراحة والأنتخة، مستوبات الكورتيزول العالية ممكن كمان توجه السعرات الحرارية الزيادة دي عشان تتركز فى منطقة الكرش، يعنى من التوتر ممكن يطلع لك كرش عادي أه والله!
التوتر فيه سمٌ قاتـل
بطنك بقى اللي كبرت دي مشكلتها الوحيدة مش إنك هتضطر تلبس مقاس أكبر، لا دي عضو نشط فى إفراز الهرمونات والمواد الكيميائية المسئولة عن المناعة اللي بتزود من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة زي أمراض القلب والسكر، في نفس الوقت هرمونات التوتر بتأثر على الخلايا المناعية بأشكال مختلفة، الخلايا المناعية هي اللي بتحارب الأجسام الغريبة وبتساعد فى التئام الجروح، مع التوتر المزمن الوظايف دى بتتأثر فالمناعة تبقى أضعف وتتأثر أكتر بالعدوى ويبقى معدل التئام الجروح عندك بطئ.
لكن لو أنت من الناس اللي بتحب الحياة ونفسك تعيش لحد الـ100 سنة، فخليك عارف إنك لازم تعرف تهندل التوتر لأن التوتر بيقصر جزء من الكروموسومات اسمه ”التيلومير“، وده الجزء اللي بيحدد عمر الخلية، وبيغطى حواف الكروموسوم عشان يسمح للـDNA بالنسخ فى كل مرة بتنقسم فيها الخلية من غير ما يحصل خلل فى المعلومات الوراثية، ومع كل انقسام جديد للخلية التيلومير بيقصر شوية، وهكذا لحد ما يختفى خالص وفى الحالة دي بتموت الخلية.
لو كل ده ماكنش كفاية عشان تحاول تقلل من التوتر المزمن، فخلينا نقول إن التوتر بيدمر صحتك فعلًا، وبيسبب مشاكل تانية سخيفة زي ظهور الحبوب فى الوجه والجسم وتساقط الشعر والضعف الجنسي والصداع والشد العضلي وصعوبة التركيز والإرهاق والحساسية.
طبعًا الكلام ده كله كفيل يخليك تقلق وتتوتر أصلًا، بس لاء الحل لسه فى أيدينا، ولو صعب فهو مش مستحيل، لازم نحاول نقلل من التوتر بكل الطرق ونتعامل مع مشاكلنا والتزاماتنا بهدوء أكبر وبالقدر المسموح بيه من التوتر من غير ما نخسر صحتنا و ا نعيش طول الوقت فى قلق، وده طبعًا هيحقق لنا الراحة على المدى القصير ويضمن لنا صحة كويسة على المدى الطويل.
المصادر