.
هجص بلدي

فيلم ولا علم: حقائق علمية دمرتها السينما

كتب: أحمد حسين

في يوم بالليل بالصدفة لقيت واحدة من القنوات عارضة فيلم ”يوم الاستقلال“ أو ”Independence day“. كان فيلم مسلي، كائنات فضائية وهجوم خارجي على الأرض وكالعادة لازم يكون على أمريكا. تصاعد الأحداث كان كويس لحد ما وصلنا للمشهد الأخير، فكان زي الدب اللي قتل صاحبه، ودمر الفيلم كله.

بعضنا بيرمي كل المعلومات العلمية اللي اتعلمها ورا ضهره قبل ما يتفرج على أفلام الخيال العلمي، عشان عارف إن الأفلام دي فيها قدر لا بأس به من الخيال والدراما. بعض الأفلام التي اعتمدت على العلم كأساس للقصة قتلته في نهايتها، إما عن جهل من صناع الفيلم فوسعت منهم أو ظن خاطئ في سذاجة المشاهد.

فيلم ولا علم؟

يوم الاستقلال (Independence day):

قصة الفيلم باختصار بتدور حول هجوم من الكائنات الفضائية على كوكب الأرض. يتصدى للهجوم ده مجموعة من الأشخاص من بينهم طيار وواحد الأشخاص المهتمين بالعلم بشكلٍ ما (على حسب ما فهمت من الأحداث). المهم إنه في المشهد الأخير الطيار قدر يوصل إلى السفينة الأم الفضائية ومعاه الشخص المهتم بالعلم اللي نجح في تحميل “فيروس” كمبيوتر للسفينة عن طريق (USB)، وده أدى إلى تدمير السفينة في النهاية.

السؤال هو: إزاي الشخص ده عمل فيروس متطور لدرجة أنه يخترق تكنولوجيا _بحسب وصف الفيلم_ تفوق اللي وصلنا إليه بمئات السنين، ثم إيه السفينة الفضائية اللي فيها مكان لتوصيل الـ USB؟ بغض النظر أصلًا عن أن مساحة السفينة الأم في الفيلم كادت تكون قد مساحة الأرض كلها تقريبًا، يعني تقدر تدمر الكوكب كله من مجرد الدخول في غلافه الجوي.

أرماجدون (Armageddon):


تقريبًا ده أكثر أفلام الخيال العلمي تفوق في عدد الأخطاء. قصة الفيلم بتدور حول اكتشاف أمريكا برضه 😀 اقتراب نيزك كبير من الأرض، وإذا اقترب هيدمرها بالتأكيد، عشان كده تدخلت وكالة ”ناسا“ لحل هذه المشكلة وقامت برسم خطة.

الخطة بتقول أننا مفروض نحفر ثقب (خُرم يعني) جوه النيزك عشان نزرع قنبلة ذرية جواه عشان ندمر النيزك قبل وصوله إلى الأرض. لكن ده طبعا مادخلش عقل حد بمليم غالبا.

الغريب في الحوار، إن في بعض المقالات بتقول إن وكالة ”ناسا“ استخدمت الفيلم ده في واحدة من التجارب لمعرفة هل يقدر المتدربون استخراج جميع أخطاء الفيلم العلمية التي وصل عددها لـ168 خطأ، بدايةً من تدريب مجموعة من الحفارين على مهمة فضائية في أقل من الوقت المحدد لهم للتدريب، مرورًا باستحالة صنع قنبلة بهذه القوة _حتى الآن_ مما يجعل قصة الفيلم كاريكاتورية.

جوراسيك بارك (Jurassic park):

لما بنجيب سيرة الفيلم، بنفتكر الديناصورات خصوصا الـ T-Rex بشكل مباشر. الفيلم يتحدث عن مليونير قرر صنع حديقة للديناصورات المستنسخة، وقد فعل هذا عن طريق أخذ عينة من الحمض النووي لبعوضة وحمض نووي لضفدع، ووضعهم في بيضة لتفقس ديناصورات.

الفكرة جميلة لكنها غير علمية، لأن أولًا الحمض النووي (DNA) له مدة زمنية محددة (تسمي منتصف العمر) 521 سنة، بمعنى أنه بعد 521 سنة تبدأ جزئيات الحمض النووي في التفكك، لذلك لا يمكن استعماله بعد هذه المدة في إنتاج أي شيء. ثانيًا مافيش بيضة ديناصور صالحة للتخصيب من الأساس.

باطن الأرض (The core):

من نوعية الأفلام اللي بتتنبأ بالطريقة اللي هتنتهي بيها الأرض، من ضمن الطرق دي إن باطن الأرض هيتوقف عن الدوران “وماتسألش إزاي” فده هيؤدي لتدمير الحقل المغناطيسي للأرض، ما سيؤدي بالضرورة _على حسب رؤية الفيلم_ لزيادة نسبة الموجات الصغيرة للإشعاعات (microwave radiation)، فيتعرض العالم كله ببشره بحيواناته للخطر. علميًا بقى حقل الأرض المغناطيسي لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على الموجات الصغيرة للإشعاعات، لذلك فما يتحدث عنه الفيلم كله باطل.. باااااطل.

https://www.youtube.com/watch?v=C9rZ0jZ4VaE

البركان (Volcano):

باختصار، الفيلم بيتكلم عن مجموعة من الثدييات التاريخية القديمة اللي قررت تنتقم المرة دي مش من أمريكا لكن من لوس أنجلوس _بالذات من غير سبب_ فقررت تخلق لهم بركان _أه والله زيمبؤلك كده :D_ يظهر فجأة في وسط المدينة، ويثور. طبعا ممكن نسيب لكم الطلعة دي وتردوا عليهم إنتوا إنه أولا إزاي هيخلقوا بركان أصلا؟ غير إنه من المستحيل بشكل شبه مؤكد ظهور بركان فجأة في لوس أنجلوس، لأن طبيعة المكان هناك لا تسمح بوجود براكين مطلقا.

طبعا يا جماعة زي ما بنقول عندنا أيام ما كانوا بيعملوا مسلسلات تاريخية، إنها دراما مش مراجع تاريخية. فأفلام الخيال العلمي أغلبها برضه ترفيهية أو بتطرح تصورات للمستقبل مش موجودة، واللي بتقدمه مش معلومات علمية بالضرورة صحيحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى