.
ليه وإزاي؟

الأسمنت المضئ: وسيلة جديدة لإنارة الشوارع!

كتبت: مها طـه

في أواخر شهر فبراير اللي فات، أعلنت شركة ”Glowee“ عن تطوير إضاءة حيوية لإنارة واجهات المحلات ولافتات الشوارع. الخبر ده أستوقفني بشدة. يعني فكرة استخدام الظواهر الطبيعية زي التوهج البيولوجي في تطوير إضاءة للمحلات من البكتريا كان شئ مذهل بالنسبة لي. الفكرة دي طبعًا ظهرت في ظل فكرة التخوف العالمي من حدوث أزمة في الطاقة في السنين الجاية، وبالتالي كان لازم التفكير في حلول بديلة، تخلينا نقدر ننور الشوارع والمحلات وبدون استهلاك كميات كبيرة من الكهرباء ممكن تكون المصانع أو غيرها من المنشآت الحيوية أولى بيها.

ولأن إنارة الشوارع بتُعتبر من ضمن الاستهلاك اليومي للكهرباء في كل مدن العالم تقريبًا، وكنوع من أنواع التوفير واستكمالًا للعمل في مجال توفير الطاقة من غير الاعتماد على الكهرباء، صمم مجموعة من الباحثين في جامعة ”ميتشواكان“ في مدينة سان نيكولاس دي هيدالجو في المكسيك، نوع جديد من الأسمنت الفسفوري، واللي هيُستخدم لإنارة الشوارع والمباني من غير كهرباء.

فريق البحث استخدم المواد الخام المُستخدمة في صناعة الأسمنت وأضافوا ليها بعض الإضافات بهدف تعديل الخصائص البصرية للأسمنت، بحيث إنه يكون فسفوري أو مضئ في الضلمة. طبعًا فكرة التوهج أو الإضاءة الفسفورية دي مستوحاة في الأساس من الكائنات الحية اللي بتتمتع بخاصية التوهج الحيوي.

StarryNight

الأسمنت المضئ .. إزاي بقى؟ 

المواد المُضافة للأسمنت واللي بتخليه يتمتع بالخاصية دي، بتشتغل عن طريق امتصاص الطاقة الموجودة في الإشعاع، وتحويل الطاقة دي لضوء ممكن ملاحظته في الظلام. مجلة ”ساينتفيك أمريكان“ حاولت تشرح إزاي العملية دي بتتم، قالوا إنه عن طريق استخدام الإضافات، العلماء كانوا قادرين على منع تشكيل البللورات اللي بتنتج عادةً في أثناء إنتاج الأسمنت، وخلق مادة غير بللورية، زيها زي الزجاج، بحيث إنها تسمح للضوء بالمرور خلالها. تفاوت نسبة المواد المُضافة في أثناء عملية تصنيع الأسمنت هي اللي بتحدد شدة الإنارة وكمان لونها.

فريق البحث بيؤكد إن الأسمنت هيكون قادر على امتصاص كميات كبيرة من الطاقة الكافية، عشان يفضل الأسمنت مضئ لمدة تصل لـ12 ساعة، يعني حتى لو الجو مغيم بس ممكن يبقى الأسمنت مضئ، ومع ذلك العلماء أشاروا لإنهم محتاجين لدراسات أكتر عشان يتأكدوا من مدى استقرار إنتاج الضوء ده، ده غير طبعًا دراسة إمكانية إصلاح الأسمنت لو حصل فيه أي تلف يخليه غير قادر على إنتاج الضوء.

طبعًا الفكرة دي في حد ذاتها متعتبرش فكرة جديدة، لأنها بالفعل اتنفذت، مثلًا في هولندا عملوا ممر للعجل مستوحى من لوحة ”ليلة مضاءة بالنجوم“ لفان جوخ، واللي تم عملها عن طريق طلاء الحجارة في الممر بطلاء فسفوري، لكن الفرق هنا هو إن الأسمنت نفسه هو اللي هيبقى بينتج الضوء ومش مجرد طلاء عليه.

العالم كله بيحاول حاليًا إنه يتوجه لكل الوسائل عشان يوفر الطاقة، وده طبعًا متزامن حاليًا مع حملة ”إنت الحل“ لترشيد استهلاك الكهرباء، لكنه فعليًا مش بس إحنا الحل، لكن الحل في العلم اللي يقدر يقدم البدائل ويطرح الحلول، سواء عن طريق استخدام الطاقة المتجددة أو الاستغناء عنها بفكرة بديلة زي الأفكار دي.

المصدر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى