.
النشرة

اكتشاف آلية دفاعية قديمة داخل الهرم الأكبر بالجيزة

كتبت: مها طـه

اكتشف الباحثون وجود أحد آليات الدفاع القديمة داخل الهرم الأكبر بالجيزة، وهو ما يُعد أحد أسرار هذه الأهرامات التي أبهرت العالم، فدائمًا ما تقترن أسرار الأهرامات بالغموض والدهشة. تمت مناقشة هذا الاكتشاف المثير للاهتمام في سلسلة الاكتشافات على قناة The Science Channel.

خلال البرنامج وصف عالم المصريات ”مارك لينر“ سلسلة من الأخاديد التي وُجِدَت خارج حجرة دفن الملك خوفو في الهرم الأكبر، ويعتقد ”لينر“ أن البناة قاموا ببناء هذا النظام ليكون بمثابة آلية دفاعية بسيطة، في صورة سلسلة من كتل الجرانيت السميكة لتُعرقل الطريق إلى الغرفة.

قال ”لينر“ أن البناة قاموا بتصميم خط دفاعي ضد أي شخص يحاول الوصول لحجرة دفن الملك خوفو، وأضاف أن هذه الأخاديد والنتوءات ليست من أجل الزينة لكنها كانت جزء من آلة بدائية هدفها دفاعي في الأساس.

استُخدمت الأخاديد لتوجيه الألواح الجرانيتية نحو المدخل، وكذلك الاحتفاظ بها بشكل رأسي، في وجود مجموعة أخرى من الكتل الأكثر سُمكًا، والتي تنزلق على طول الممر، بحيث تمنع تمامًا لصوص المقابر من الدخول للمقبرة.

كتب ”لينر“ في كتابه ”الأهرامات الكاملة“، أنه على الأقل كانت هذه هي الخطة التي اعتمد عليها البناة وقتها، ولكن ما حدث بالفعل هو سرقة محتويات المقبرة في وقتٍ ما بين نهاية عهد الملك خوفو وانهيار الدولة القديمة (حدود عام 2134) قبل الميلاد، وأضاف أن ما تبقى فقط من حجرة دفن الملك خوفو تابوت من الجرانيت الأحمر، ولكن بعض علماء الآثار يعتقدون أنه هذه ليست حجرة الدفن الأصلية، وأنها مجرد تمويه لإخفاء مكان غرفة الدفن الحقيقية.

وفقًا لوزير الآثار المصري، فإن الأهرامات ربما تُخبئ داخلها العديد من التجاويف غير المُكتشفة بعد، وفي بيان ظهر في العام 2011، أعلن وزير الآثار أن العلماء قد خلصوا إلى وجود العديد من حالات الشذوذ الحراري التي لوحظت على الآثار خلال مراحل التسخين أو التبريد (عند غروب الشمس وعند الفجر).

لشرح هذه الحالات الشاذة، تم طرح الكثير من الفرضيات والاحتمالات، التي تُفسر وجود فراغات وراء السطح، والتيارات الهوائية الداخلية. هذه التجاويف أو الفراغات قد تكون طبيعية مثل الشقوق أو غيرها من الحجرات التي لم تُكتشف بعد.

هذا الاكتشاف تم التنقيب عنه بواسطة الروبوتات، التي مرت خلال ستة مهاوي للهرم (أربعة ناشئين من غرفة الملك واثنين من غرفة الملكة). اكتشفت الروبوتات وجود ثلاثة أبواب نحاسية، وللتأكد تمامًا من وجود غرف غير مُكتشفة، فالعلماء يستخدمون الأشعة الكونية لرسم خريطة داخلية للهرم.

يعد هرم خوفو  الهرم الأكبر واحدًا من عجائب العالم القديم المميزة والفريدة من نوعها بين اأهرامات العالم القديم، والذي يدُل على براعة الإنسان المصري القديم في المعمار، وسواء كانت هناك حجرات سرية أم لا، مازال هرم خوفو أحد أهم الآثار القديمة في العالم.

المصادر:

زر الذهاب إلى الأعلى