![](https://neonsciences.com/wp-content/uploads/2016/05/unnamed-file-6.jpg)
يجرى إيه لو البشرية اختفت؟!
كتب: أحمد حسين
الكاتب ”تشارلز إم. شولتز“ صاحب كتاب (The Complete Peanuts) كان بيقول جملة لطيفة جدًا بالنسبة لي، كان بيقول ”أنا بحب البشرية، بس مش طايق البشر“. الحقيقة إني شايف في كلامه وجاهة، وجود البشرية أمر مهم فعلًا، بس البشر _الغالبية منهم على الأقل_ ناس مايتطاقوش بصراحة! يعني زي ما البشرية كانت سبب في وجود أشياء زي الأدوية والأمصال والإنترنت والموبايلات والأفلام الحلوة، زي ما في بعض البشر كانو السبب في الحروب والتهجير وحرق الغابات وقطع الأشجار وماجد المصري!
إيه اللي يحصل لو البشرية لو اختفت؟!
لذلك كان في سؤال بيتردد في دماغي لفترة طويلة جدًا، إيه اللي يحصل لو البشرية اختفت؟ إيه اللي يحصل لو في يوم من الأيام الكرة الأرضية أصبحت بلا بشرية؟ مش شخص ولا اتنين يفضلوا على الأرض، لأ، كل البشرية تُمحى تمامًا وكأنها لم تكن من الأساس. هل وضع الأرض ساعتها هيبقى أحسن ولا أسوء؟
الحقيقة لقيت قناة Asap Science منزلة فيديو علىاليوتيوب بيشرحوا فيه من وجهة نظرهم إيه اللي ممكن يحصل لو البشر احتفوا من على الأرض؟
مبدئيًا، أول كام أسبوع دول هيبقوا فوضى تامة، فبعد فترة قصيرة جدًا من اختفاء البشر، هيبدأ الوقود يخلص من محطات توليد الطاقة، وده طبعًا هيؤدي لإن الكهرباء تقطع عن الكرة الأرضية كلها، وبما إن الكهرباء قطعت فده معناه إن أسوار الحيوانات اللي زي الخنازير والأبقار والفراخ أصبحت أسوار بلا قيمة لأنها حاليًا ماتقدرش تمنع حد من الخروج للبريّة.
وبسبب الموضوع ده بالذات، هينتشر في الأرض حوالي 1.5 مليار بقرة، ومليار خنزير، وحوالي 20 مليار فرخة. العدد ده كله في خلال كام يوم هيكون مات من التدوير على أي أكل ياكلوه، ولو حتى فرضنا إنهم لقوا أكل ياكلوه، فهما هيبقوا طعام سهل جدًا لعدد ضخم من الكلاب والقطط اللي هيبقوا جعانين هما كمان.
طبعًا القطط والكلاب مش هيسلموا من الموضوع ده هما كمان، فإذا تخيلنا إن الكائنات دي قادرة على التكيف مع البيئة البرية، فهما بالتأكيد هيضطروا ساعتها يواجهوا حيوانات أكثر صعوبة بكتير من الفراخ والبقر، ساعتها هيواجهوا نمور وضباع وذئاب وغيرهم من الحيوانات اللي ممكن تفتك بيهم في ثواني معدودة.
ده غير طبعًا الحيوانات والحشرات اللي بتعتمد على البشر في الغِذاء بشكل أساسي زي الفيران والصراصير (ودول معروف طبعًا بيعتمدوا علينا إزاي)، واللي هيواجهوا خطر الانقراض بعد ما تقل أعدادهم بشكل كبير جدًا. أما بقى الحشرات الأصغر، واللي فعلًا بتعتمد على البشر بشكل أساسي جدًا، زي قمل الجسم والشعر، فدول هيختفوا تمامًا وبسرعة، ومش هيبان لهم أثر تاني غالبًا.
وطبعًا، مش هيكون في سيطرة على أي شيء، يعني محطات المترو الللي موجودة تحت الأنهار غالبًا هيتم غمرها بالمياه بشكل كامل، ده غير إن النباتات اللي موجودة على الأرض هتحتل معظم مساحتها. اللي هيكون أكبر من ده كله، إن لو حصل أي حريقة في أي بيت مثلًا من البيوت، فغالبًا هتاكل كل البيوت اللي جنبه لحد بقى ما تحصل معجزة إلهية تنقذ الموقف.
كمان معظم البنايات الخشبية لو ماتحرقتش، فغالبًا النمل الأبيض هيقضي عليها تمامًا في خلال 100 سنة تقريبًا. أما البنايات الحديدة، فدي برضه هيتم القضاء عليها، بس مش عن طريق الحشرات، عن طريق الأكسجين؛ لأن الحديد هيتفاعل معاه والتفاعل ده هينتج أكسيد الحديد (4Fe (OH)3) اللي هو الصدأ.
في بعض الأشياء بقى هتستفيد من موضوع اختفاء البشرية ده، زي الحيوانات البرية مثلًا (الأسد – وحيد القرن – الأسماك – الدببة)، علشان هيعيشوا في البيئة الطبيعية بتاعتهم من غير ما حد يحبسهم في قفص أو يحاول يصطادهم علشان ياخد منهم كل حاجة تقريبًا يبيعها اكسسوارات. البلاستيك كمان هيفضل على الأرض بعد اختفاء البشرية بسنين لأنه من المواد اللي الإنزيمات والبكتيريا مابتقدرش تحللها.
ده غير إن أي حاجة في الصحراء غالبًا هتعيش مده طويلة برضه لأنها هتكون بعيدة عن الرطوبة. يعني باختصار، أي حاجة بعيد عن الرطوبة والكوارث الطبيعية والبشر غالبًا هتعرف تعيش كويس، إلا الحيوانات اللي بتحتاج لوجودنا. الحقيقة يعني إنه بالرغم من كل اللي عملناه في كوكب الأرض إلا إننا كائنات مهمة لنفسنا ولغيرنا، على الأقل علشان نكمّل دايرة الحياة زي ما موفاسا قال لسيمبا في فيلم الأسد الملك.
المصادر