.
النشرة

أول لقاح من نوعه ضد مرض الكلاميديا الجنسي

كتبت: مها طـه

قام مجموعة من علماء الأحياء في كندا بقيادة ”ديفيد بولير“ و”ستيفن يانج“ من جامعة ماكماستر بتطوير لقاح يحمي ضد مرض الكلاميديا الجنسي في الفئران. تم العثور على جزيئات البكتريا التي تم استخدامها في إيجاد اللقاح، في الأساس، في أنسجة بشرية _النسخة البشرية من المرض_، لذلك فإن العلماء هم يعتقدون بإمكانية استخدام نفس اللقاح على البشر.

تم نشر هذه الدراسة في دورية ”Vaccine“ في ظل وجود ما يقرب من 113 مليون إصابة جديدة كل عام، يحدث معظمها في أجزاء المتخلفة من العالم. يُعتبر مرض الكلاميديا البكتيري أحد أخطر الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.

بكتريا المتدثرة الحثرية (Chlamydia trachomatis) المُسببة للمرض تُعتبر من البكتريا التي تتكاثر داخل جسم العائل قبل أن تخرج منه لتُصيب الآخرين، لكنها من البكتريا المُستترة، والتي لا تنتُج عنها أي أعراض ظاهرية. إذا تم التعرف عليها مُبكرًا يُمكن القضاء عليها عن طريق المُضادات الحيوية، لكن إذا لم يتم معالجتها فقد تُسبب العقم والعمى، وفي الواقع هي أحد مُسببات العمى بالفعل ولا سيما في الدول النامية.

سعى العلماء للحصول على لقاح لهذه العدوى البكتيرية من الخمسينيات، وكانت التجارب الأولية تُنبئ بحماية جزئية وقصيرة الأجل ضدها، ولكن في العقود القليلة الماضية، حدد الباحثون مجموعة من مستضدات الكلاميديا المناسبة _البروتين أو السم الذي يتم حقنه في الشخص السليم_ والتي تجعل جهاز المناعة لديه القدرة على جعل نظام المناعة قادر على إنتاج أجسام مضادة للمرض.

كانت المشكلة في الكلاميديا أن لها 15 نسخة مختلفة، في حين أن هذه المستضدات قد تحمي الجسم فقط ضد واحد أو اثنين في وقت واحد، وكان التحدي دومًا هو في الحصول على اللقاح أو المستضد المناسب الذي يعمل على جميع الأصناف.

ولذلك تعيّن على ”بولير“ وليانج وزملاؤهم العثور على البروتينات التي تكون موجودة في جميع أنواع الكلاميديا. البروتين الأساسي الموجود على سطح البكتريا والمُسمى بـT3SS، والذي تحتاجه البكتريا لغزو الخلية. افتعل الباحثون لقاح يُسمى BD584 مصنوع من ثلاثة بروتينات من النوع T3SS، والتي توجد في معظم سلالات المرض سواء في الإنسان أو الفأر.

تم رش اللقاح داخل فتحة الأنف اليمنى لمجموعة من الفئران لمدة ثلاثة أو ستة أسابيع قبل حقن الفئران بالبكتريا المُسببة للكلاميديا، وفي نفس الوقت لم يتم تطعيم مجموعة أخرى قبل حقنها بنفس السلالة، تم أخذ مسحات مهبلية من جميع الفئران خلال الشهر التالي للحقن، وكانت هذه المسحات للتأكد من مدى تكاثر البكتريا  داخل الجسم.

في ذروة المرض _من خمسة إلى سبعة أيام بعد الإصابة_ سجلت الفئران الحاصلة على اللقاح إنخفاض في انتشار البكتريا بنسبة 95% عن مثيلاتها الغير حاصلة على اللقاح، وهو ما يعني أنها تقلل من انتشار الخلايا البكتيرية، وبعد شهر كانت الفئران الحاصلة على اللقاح خالية تمامًا من البكتيريا. الخطوة القادمة تتمثل في اختبار فريق البحث لمدى فاعلية اللقاح ضد سلالات مختلفة من الكلاميديا.

المصادر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى