.
النشرة

أمل جديد في علاج لـ”زيكا” بفحص العقاقير الموجودة بالفعل

كتبت – يارا كمال
توصّل العلماء من خلال فحص ماسح للعقاقير المتخصصة باستخدام خلايا بشرية منماة في المعمل، إلى فئتين من المركبات الموجودة بالفعل دوائيًا، والتي يمكن استخدمها ضد الإصابة بفيروس “زيكا”.
في ملخص لعملهم نُشر في جريدة “Nature Medicine” في 29 أغسطس، قال الباحثون إنهم فحصوا 6000 مركبًا موجودًا بالفعل في المراحل الأخيرة من التجارب الإكلينيكية أو المسموح بها للاستخدام البشري لحالات أخرى، وتعرّفوا على مركبات عديدة أظهرت قدرة على منع تطور فيروس “زيكا” بداخل خلايا بشرية عصبية منماة في المعمل.
يتضمن التعاون البحثي فرق من مدرسة طب جامعة “جونز هوبكنز” ومعاهد الصحة الوطنية الأمريكية وجامعة ولاية فلوريدا.
قال “هونج جون سونج”، مدير برنامج الخلايا الجذعية في معهد هندسة الخلايا بجامعة “جونز هوبكنز”، إن تطوير دواء جديد يحتاج لسنوات، وفي حالة الطوارئ العالمية تلك، ليس لدينا هذا الوقت.
إن النتائج الجديدة هي امتداد لعمل سابق أجراه الفريق البحثي، والذي توصّل فيه إلى أن فيروس “زيكا” يستهدف الخلايا الجذعية المتخصصة التي تؤدي إلى الخلايا العصبية في القشرة الدماغية. ولاحظ الباحثون تأثيرات الفيروس على مزارع الخلايا ثنائية وثلاثية الأبعاد والتي تُسمى “أمخاخ صغيرة”، والتي تتشارك هياكل مع مخ الإنسان وتسمح للباحثين بدراسة تأثيرات الفيروس على نموذج أكثر دقة للعدوى البشرية.
في الدراسة الحالية، عرّض الفريق مزارع خلايا متشابهة للفيروس وللعقاقير بالدور، قياسًا لمؤشرات موت الخلية، مثل نشاط كاسباس 3، وهو علامة كيميائية على موت الخلية، وجزيء الـATP، الذي يدل وجوده على حيوية الخلية.
قال “هينجلي تانج”، أستاذ العلوم البيولوجية في جامعة ولاية فلوريدا، إنه بعد الإصابة بالفيروس، يكون التلف الذي يصيب الخلايا العصبية كبيرًا ولا رجعة فيه. مع ذلك، فإن بعض المركبات المختبَرة تسمح للخلايا بالبقاء لمدة أطول، وفي بعض الحالات، تعالجها بشكل كامل.
وبمزيد من التحليل للخلايا الباقية على قيد الحياة، أظهرت الدراسة أن تلك العقاقير الواعدة يمكن تقسيمها إلى فئتين: أدوية الحماية العصبية، والتي تمنع تفعيل الآليات التي تسبب موت الخلايا، والأدوية المضادة للفيروسات، والتي تبطّيء أو توقف الإصابة الفيروسية أو تكاثر الفيروس.
قال “سونج” إنه بشكل عام، هناك ثلاثة عقاقير أظهرت نتائج قوية تسمح بمزيد من الدراسة وهم: “PHA-690509″، وهو مركب تجريبي له خصائص مضادة للفيروسات، و”emricasan” وهو حاليًا في مرحلة التجارب الإكلينيكية لتقليل تلف الكبد بسبب الالتهاب الكبدي الوبائي سي، والذي له تأثيرات في حماية الأعصاب أيضًا، و”نيكلوزاميد” وهو عقار يُستخدم بالفعل في مكافحة العدوى الطفيلية لدى البشر والماشية، كما يعمل كعامل مضاد للفيروسات في التجارب.
وأضاف “سونج” أن الثلاثة عقاقير فعالة للغاية في المعمل، ولكنهم لا يعلمون إذا كانت تستطيع أن تعطي نفس التأثير في البشر أم لا. فعلى سبيل المثال، فإن الـ”نيكلوزاميد” يستطيع أن يعالج الطفيليات في الجهاز الهضمي البشري بشكل آمن، ولكن العلماء لا يستطيعون تحديد إذا كان العقار بإمكانه اختراق الجهاز العصبي المركزي للبالغين وللجنين في رحم أمه، لمعالجة خلايا المخ التي يستهدفها فيروس “زيكا” أم لا، وإذا كانت تلك العقاقير ستعالج كل آثار الإصابة، والتي تتضمّن صغر حجم الرأس عند الأجنة والشلل المؤقت الناتج عن متلازمة “جيلان باريه” عند البالغين. وللإجابة عن تلك الأسئلة، يحتاج الأمر إلى مزيد من الدراسات على نماذج حيوانية وعلى بشر، وقد يحتاج ذلك إلى سنوات أيضًا.
المصدر:
sciencedaily independent

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى